بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله الطيبين
الطاهرين ، وصحبه المصطفين الأخيار
لمحة خاطفة عن سيرة الإمام عليهالسلام
ما من مسلم يجهل موضع على كرم الله وجهه من ابن عمه الرسول الكريم بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة : وضعه في حجره وهو ولد يضمه إلى صدره ، ويكنفه في فراشه ، ويمسه جسده ، ويشمه عرفه ، ولقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجاور في كل سنة بحراء فيراه علي ولا يراه سواه. ولم يجمع بيت واحد في الإسلام غير الرسول عليه الصلاة والسلام وخديجة أم المؤمنين ، وكان علي ثالثهما ، يرى نور الوحي والرسالة ، ويشم ريح النبوة.
وعلي كرم الله وجهه واسى نبيه الكريم بنفسه في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وتزل فيها الأقدام ، نجدة أكرمه الله بها! وحسبك أنه ليلة الهجرة بات في فراش الرسول غير جازع أن يموت فداه وشهد معه جميع مغازيه إلا ما كان من غزوة تبوك التي خلفه فيها الرسول في أهل بيته قائلا له : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبوة بعدي».
سجل له التاريخ أجل المواقف وأسماها ، فهو أحد المبارزين يوم بدر ، وقاتل عمرو بن ود في غزوة الخندق ، وأحد النفر الذين ثبتوا مع الرسول الكريم في غزوتي أحد وحنين ، وصاحب راية المسلمين يوم خيبر ، وفيها أبلى أحسن البلاء.
أراد الرسول صلىاللهعليهوسلم أن يكرمه ، فزوجه ابنته الزهراء في السنة الثانية من الهجرة ، فأولدها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم ، وعهد إليه أن يتلو على الناس في موسم الحج أول سورة التوبة إيذانا ببراءة الله ورسولة من المشركين.