٧٨ ـ قالت أمامة لما جئت زائرها |
|
هلا رميت ببعض الأسهم السود |
لادرّ درك إني قد رميتهم |
|
لو لا حددت ولا عذري لمحدود (١) |
وثانيها : كل مبتدأ يكون مصدرا صريحا ، نحو ضربي ، أو بمعنى المصدر وهو أفعل التفضيل مضافا إلى المصدر ، لأنه بعض ما يضاف إليه ، كما يجيء في بابه ، نحو : أخطب ما يكون أي كون ، وأكثر شربي السويق ، ويكون المصدر مضافا إلى الفاعل نحو : ضربي زيدا ، أو إلى المفعول ، نحو ضربي زيد ، أو إليهما ، نحو : تضاربنا ، وبعد ذلك حال ، منهما معا في المعنى ، نحو ضربي زيدا قائمين ، أو تضاربنا قائمين ، أو من أحدهما نحو : ضربي هندا قائما أو قائمة.
ويقع هذا الحال فعلا أيضا خلافا للفراء ، نحو : علمي بزيد ، كان ذا مال.
ويقال : سمع أذني زيدا يقول ذاك ، أي سمع أذني كلام زيد ، على حذف المضاف.
وإن كانت الحال المذكورة جملة اسمية ، فعند غير الكسائي يجب معها واو الحال نحو : ضربي زيدا وغلامه قائم ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ، إذ الحال فضلة وقد وقعت موقع العمدة فيجب معها علامة الحالية ، إذ كل واقع غير موقعه ينكر.
وجوّز الكسائي تجردها عن الواو ، لوقوعها موقع خبر المبتدأ ، فتقول : ضربي زيدا أبوه قائم ، كما في قوله : كلمته فوه إلى فيّ.
ويجوز عند الكسائي إتباع المصدر المذكور بالتوابع ، نحو : ضربي زيدا كله أو ضربي زيدا الشديد ، قائما.
__________________
(١) البيتان للجموح الظفري. وأمامة امرأته. وقد لامته على أنه انهزم دون أي يرمي عدوه بما معه من نبل معلمة بسواد وكان قد أقسم لا يرجع عن عدوه قبل أن يرميه بها كلها فلما رجع والنبال معه لامته امرأته فقال هذين البيتين وبيتين آخرين يصف فيهما كثرة الأعداء وأنهم أحاطوا به حتى خشي الموت.