دليل انحصار الكلمة
في الأقسام المذكورة
قال ابن الحاجب :
«لأنها اما أن تدل على معنى في نفسها ، أو ، لا ،» «الثاني الحرف ، والأول إما أن يقترن بأحد الأزمنة» «الثلاثة ، أو ، لا ، الثاني الاسم ، والأول الفعل ،» «وقد علم بذلك حد كل واحد منها».
قال الرضى :
اعلم أن اسم «أنّ» ضمير الكلمة والمضاف محذوف ، إما من الاسم أو من الخبر ، أي لأن حالها إما دلالة ، أو لأنها ذات دلالة (١).
ويجوز أن يكون «أن تدل» مبتدأ محذوف الخبر ، أي : دلالتها ثابتة ، ومثله قولك : زيد اما أن يسافر أو يقيم.
واللام في قوله «لأنها» متعلق بما دل عليه قوله «وهي اسم وفعل وحرف» ، إذ المعنى : الكلمة محصورة في هذه الأقسام ، واستدل على الحصر بأن قال : هذا اللفظ الدال على معنى مفرد ، أعني الكلمة إما أن يدل على معنى في نفسه أو على معنى لا في نفسه : الثاني الحرف أعني : الكلمة الدالة على معنى لا في نفسها ؛ والأول ، أي الكلمة الدالة على معنى في نفسها ، إما أن تقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، أو ، لا ، الثاني ، الاسم ، أي الكلمة الدالة على معنى في نفسها غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، والأول الفعل ، أي الكلمة الدالة على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
فهذه قسمة دائرة بين النفي والإثبات فتكون حاصرة ، أي لا يمكن الزيادة فيها ولا النقصان.
__________________
(١) المناسب لما قبله أن يقول : أو : لأنها إما ذات دلالة.