لأن «قسما» بمعنى التأكيد ، وهو الحاصل في الكلام السابق ، بسبب «انّ» واللام.
فالمصدر المؤكد لنفسه هو الذي يؤكد جملة تدل على ذلك المصدر نصا ، ومنه : «صبغة الله ، وصنع الله ، وكتاب الله» ونحوها ، لأن ما تقدمها من الكلام نصّ على معاني هذه المصادر.
وجيء بالمصادر مضافة إلى الفاعل ، لأنه حصل اليأس من إظهار فعلها كما تقدم ، ففي مثل هذه المصادر ضابطان لوجوب حذف أفعالها ، الإضافة المذكورة ، وكونها تأكيدا لأنفسها ، ولا يمتنع في كل ما هو تأكيد لنفسه من المصادر أن يقال : الجملة المتقدمة عاملة فيه ، لنيابتها عن الأفعال الناصبة ، وتأديتها معناها ، كما قلنا في نحو : لزيد صوت : صوت حمار ، فلا يكون من المنصوب باللازم اضماره.
* * *
المصدر المؤكد لغيره
حذف عامله وجوبا
قال ابن الحاجب :
«ومنها ما وقع مضمون جملة لها محتمل غيره ، نحو : زيد قائم»
«حقا ، ويسمّى توكيدا لغيره».
قال الرضى :
اعلم أن قولك : زيد قائم حقّا ، مثل رجع زيد القهقرى في أن المصدر في كليهما مؤكد لما يحتمل غيره ، إلا أن المحتمل في الأول جملة ، وفي الثاني مفرد ، أعني مجرد الفعل من دون الفاعل.
__________________
يا بيت عاتكة الذي أتعزل |
|
حذر العدا وبه الفؤاد موكل |
إني لأمنحك .. الخ. ومن أبياتها من شواهد النحو قوله :
ولو ان ما عالجت لين فؤادها |
|
فقسا ، استلين به للان الجندل |