إنما جاز عندهما ، إما لكون راكبا وصفا لموصوف مقدر ، أي يا رجلا راكبا ، أو لكونه معرفة ، ولا يرى البصريون بأسا بكون المنادى نكرة غير موصوفة لا في اللفظ ولا في التقدير ، إذ لا مانع من ذلك.
وأجاز ثعلب ، ضم المنادى المضاف ، والمضارع له ، إذا جاز دخول اللام عليهما ، نحو : يا ضارب الرجل ، ويا ضاربا رجلا ، وإن لم يجز دخول اللام ، نحو : يا عبد الله ، ويا خيرا من زيد ، لم يجز ضمهما.
ولعل ذلك في المضاف لكون جواز دخول اللام فيه دليلا على أنّ الإضافة غير حقيقة ، وأن المضاف كالمفرد ، ولذلك جاز : يا زيد الحسن الوجه ، برفع الوصف اتفاقا ، ولم يجز في : يا زيد ذا المال إلا النصب ، وأجرى المضارع للمضاف ، إذا صلح للّام مجرى المضاف.
__________________
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا |
|
فما لكما في اللوم خير ولا ليا |
وهي قصيدة جيدة ، ولمالك بن الريب قصيدة تشبهها في الوزن والقافية وفيها بيت مثل بيت الشاهد ، جعل بعض شراح الشواهد ينسبون البيت الذي هنا لمالك ، وإنما بيت مالك هو :
فيا صاحبي أما عرضت فبلغن |
|
بني مازن والريب أن لا تلاقيا |
وقد أوردها البغدادي.