قال الرضى :
إنما كثر الترخيم في المنادى دون غيره لكثرته ، ولكون المقصود في النداء هو المنادى له (١) ، فقصد بسرعة الفراغ من النداء الإفضاء إلى المقصود بحذف آخره اعتباطا.
قوله : «وهو حذف في آخره نخفيفا» ، يعنون بالحذف للتخفيف ما لم يكن له موجب ، كما كان في باب قاض وعصا ، وإلا فكلّ حذف لا بد فيه من تخفيف ، ويقولون لهذا ، أيضا. حذف بلا علة ، وحذف الاعتباط مع أنه لا بد في كل حذف من قصد التخفيف ، وهو علة فهذا اصطلاح منهم ؛
وهذا الذي ذكره ، إن كان حد الترخيم ، خرج منه ترخيم غير المنادى ، فإن أردنا الحدّ الشامل لجميع أقسامه قلنا ، هو حذف آخر الكلمة اعتباطا جوازا ، فيخرج منه حذف التنوين والحركة وقفا ، لأنهما بعد آخر الكلمة ، ويدخل فيه حذف التاء ، والجزء الأخير من نحو : بعلبك ، لأن المحذوف صار آخر الكلمة ، بدلالة تعاقب الاعراب عليه ويخرج منه حذف الياء من نحو يا غلام اذ المضاف اليه ليس آخر الكلمة. ألا ترى الى أن مورد الاعراب ما قبله ؛
ويخرج منه الحذف في باب عصا وقاض لأن الحذف لا لعلة الاعتباط ويخرج أيضا.
حذف لام نحو : يد ودم لأنه واجب ؛ (٢)
* * *
شروط الترخيم
قال ابن الحاجب :
«وشرطه ألّا يكون مضافا ولا مستغاثا ولا جملة ، ويكون»
__________________
(١) أي الشيء الذي ينادي الانسان من أجله.
(٢) لا يريد أنه واجب كالذي يكون واجبا لعلة. بل يريد أنه مطرد وملتزم.