قوله : وإياه ، قوله في لحاف ، لما ذكرنا أن المفعول معه لا يتقدم على العامل فيه اتفاقا.
وأما نحو : كل رجل وضيعته ، وأنت ورأيك ، فالرفع فيه واجب ، وإن قصد المصاحبة ؛ لعدم فعل ومعناه.
وأجاز الصيّمريّ (١) نصبه بالخبر المقدر ، وأنكره ابن بابشاذ (٢) ؛ ويجب على مجيز النصب إضمار الخبر قبل الواو ، أي كل رجل مقرون وضيعته ، فان أظهرت الخبر على هذا الوجه ، فلا كلام في جواز نصبه.
هذا كله بناء على أصلهم ، وأنا لا أرى منعا من تقدم المفعول معه على عامله إذا تأخر عن المصاحب ، فإن ذلك مع واو العطف الذي هو الأصل ، جائز ، نحو : زيدا وعمرا لقيت ، فنقول : العامل في «الجماعة» (٣) و : «إياه» : كالذي ، وفي لحاف.
وإنما امتنع النصب في الأصح في «ضيعته ، لكون الخبر المقدر أضعف من الظاهر.
وإذا وقع بعد المفعول معه حال مما قبله ، أو خبر عنه ، نحو : كنت وزيدا قائما ، وسرت وزيدا راكبا فحكمه في مطابقة ما قبله حكمه لو وقع قبل المفعول معه ، وقد يجوز أن يعطي حكم ما بعد المعطوف ، فيقال : كنت وزيدا منطلقين ، وسرت وزيدا راكبين ،
__________________
(١) الصيمري : هو عبد الله بن علي بن اسحاق قال في بغية الوعاة : له كتاب : التبصرة في النحو وهو كتاب جليل أكثر ما يشتغل به أهل المغرب ، وقال إن أبا حيان أكثر في النقل عنه ؛ ولم يذكر شيئا عن تاريخ وفاته ، ونقل الرضى عنه يدل على انه متقدم عليه أو معاصر له. ويوجد من اسمه الصيمري غير هذا. وهو محمد بن اسحاق بن ابراهيم ، كان نديما للمتوكل توفي سنة ٢٧٥ ه ، وذكر ياقوت في معجم البلدان عددا ممن ينسبون إلى صيمرة بالعراق ، وهي بضم الميم وفتحها. ليس منهم من اشتهر بعلم النحو. أما عبّاد بن سليمان الصيمري فقد نقل عنه رأي في دلالة الألفاظ والذين ذكروه من العلماء ذكروه باسمه ولقبه وقد ترجح عندي أن المقصود في هذا الرأي في نصب المفعول معه هو عبد الله بن اسحاق الذي ترجم له السيوطي.
(٢) هو أبو الحسن طاهر بن أحمد المصري ، وتقدم ذكره في هذا الجزء
(٣) أي أن العامل في لفظ «الجماعة» في البيت ، وكلمة «أياه» في المثال ، هو قوله في البيت «كالذي» وقولهم في المثال «في لحاف» ، على ما رآه الرضى من جواز تقدم المفعول معه على عامله.