ب ـ تعبير لا اطّراد في أقيسته ، وهو ما يسمّى بجمع التكسير. ووجه الشبه بين هذه اللواحق هي «الياء والنون» (ين) ، إذ تلحق مرّة بالمفرد للدلالة على المثنّى ، ومرّة أخرى للدلالة على الجمع ، وللتمييز بين هاتين الدلالتين هناك قيم صوتيّة خلافية ، كفتح الحرف الذي قبل الياء في المثنّى ، وكسره في الجمع ، كما تكسر النون في المثّنى ، وتفتح في الجمع ، نحو : «رجلين ، عملين ، مثقّفين ، عاملين». ويضاف إلى هذا الاختلاف اختلاف آخر هو أنّه كان يفترض أن تكون «الواو» هي علامة الرفع ، ولكن في المثنّى كما هي الحال في جمع المذكّر السالم والأسماء الخمسة ، لأنّها تجانس الضمّة التي هي علامة الرفع ، ولكن لو كان ذلك لالتبس المثنّى بجمع لمذكّر ، فعدل إلى الألف رغم بعدها الصوتيّ ، ليكون ذلك قيمة خلافيّة تميّز بينهما.
التعجّب
١ ـ تعريفه : هو استعظام أمر نادر ، أو لا مثيل له ، مجهول الحقيقة ، أو خفيّ السبب ، ولا يتحقق التعجّب إلّا باجتماع هذه الأمور جميعها ، نحو : «ما أجمل السماء!» و «لله درّه فارسا!».
٢ ـ أساليبه :للتعجّب أساليب كثيرة تنحصر في نوعين :
أ ـ مطلق لا تحديد له ، ولا ضابط ، يفهم بالقرينة ، نحو : «لله درّك قائدا!» و «سبحان الله!» و «يا لك!» و «شدّ ما يفتخر البخيل بغناه!».
ب ـ اصطلاحيّ قياسيّ ، وله ثلاث صيغ قياسيّة ، وهي :
١ ـ ما أفعله ، نحو : «ما أجمل الرّياض!».
٢ ـ أفعل به ، نحو : «أجمل بالرياض!».
٣ ـ وزن «فعل» اللازم الذي أصله متعدّ ، نحو : «سبق العالم وفهم!» (أي : ما أسبقه وأفهمه!».
٣ ـ شروط صيغتي التعجّب : لصيغتي التعجّب ثمانية شروط ، وهي :
أ ـ أن يكون فعلا ماضيا ، فلا يقال : «ما أحمره» من «الحمار» لأنّه ليس بفعل.
ب ـ أن يكون ثلاثيا ، أو رباعيا على الوزن «أفعل» ، نحو : «ما أقبح الجهل!» و «أقبح بالجهل!». (١)
ج ـ أن يكون متصرّفا تصرّفا تامّا ، قبل أن يدخل في الجملة التعجّبية ؛ فلا يصاغان من «بئس» مثلا لأنه فعل جامد.
د ـ أن يكون قابلا للتفاضل والزّيادة ، فلا يصاغان من «مات» مثلا لأنه غير قابل للتفاضل.
ه ـ أن يكون مثبتا غير منفيّ.
__________________
(١) وجاء شاذّا قولهم : «ما أخصره» من «اختصر» وهو خماسيّ ، ومبنىّ للمجهول.