أحد علينا» و «لأستسهلنّ الصعب».
راجع : نون التوكيد.
توكيد الفعل
الفعل المؤكد هو الفعل الذي لحقته إحدى نوني التوكيد (الخفيفة أو الثقيلة) ، نحو قول عمرو بن كلثوم (١) :
ألا لا يجهلن أحد علينا |
|
فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
أو قوله تعالى : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)(٢). والماضي لا يؤكد مطلقا ، ولكن شذّ قول أحدهم :
دامنّ سعدك لو رحمت متيّما |
|
لولاك لم يك للصّبابة جانحا |
ومما سهّل هذه الضرّورة ما في الفعل من معنى الطلب ، فعومل معاملة فعل الأمر. كما شذّ توكيد الاسم في قول رؤبة بن العجّاج :
«أقائلنّ أحضروا الشهودا»
والفعل المضارع يجوز توكيده ، وكذلك فعل الأمر ، نحو : اكتبنّ و «ادرسن». و «والله لأدرسنّ جيّدا».
راجع : توكيد المضارع.
توكيد المضارع
يؤكّد الفعل المضارع في ستّ حالات وهي :
أ ـ وجوب توكيده إذا كان مثبتا ، مستقبلا ، في جواب قسم متّصل باللّام نحو : «والله لأنصرنّ الضّعيف». فقد توافرت في الفعل «أنصر» جميع الشروط من اتصاله باللّام ، ووقوعه جواب قسم ، ودلالته على المستقبل ، وهو مثبت غير منفيّ.
ب ـ جواز توكيده إذا وقع بعد «إن» الشرطيّة المؤكّدة بـ «ما» الزائدة نحو الآية : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(٣). ومن شواهد ترك توكيده ، قول الشاعر :
يا صاح إمّا تجدني غير ذي جدة |
|
فما التّخلّي عن الخلّان منّ شيمي |
أو قول الأعشى (٤) :
فإمّا تريني ولي لمّة |
|
فإنّ الحوادث أودى بها. |
ج ـ إذا وقع بعد طلب (أمر ، أو نهي ، أو دعاء ، أو عرض ، أو تمنّ ، أو استفهام) لأن معنى الطلب يحتاج إلى توكيد وهو كثير ، نحو : «ليقومنّ زيد» ونحو الآية : (لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ، إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٥) ، أو قول خرنق بنت هفّان :
لا يبعدن قومي الذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر (٦) |
__________________
(١) ديوانه ص ٧٨.
(٢) يوسف : ٣٢.
(٣) مريم : ٢٦.
(٤) ديوانه ص ٢٢١.
(٥) الكهف : ٢٣.
(٦) لا يبعدن : لا يهلكن. العداة : ج عاد. الجزر :
الناقة التي ينحرها اللاعبون بالميسر ويقتسمونها. والبيت في ديوانها ص ٤٣.