وهو ، في الاصطلاح ، أخذ اللغة من العرب الذين يوثق بكلامهم ، وهم الذين عاشوا قبل منتصف القرن الثاني للهجرة ، بالنسبة إلى عرب الأمصار ، وقبل نهاية القرن الرابع للهجرة بالنسبة إلى الأعراب من أهل البادية ، وكلامهم لا يقاس عليه ، ويشمل : المطّرد في الاستعمال الشاذّ في القياس ، نحو : «استنوق الجمل» (١) بدلا من «استناق الجمل» ، والمطّرد في القياس الشاذّ في الاستعمال ، نحو : «مبقل» (٢) بدلا من «باقل». والسماع عند البصريين غيره عند الكوفيين ؛ فالبصريّون وقفوا عند الشواهد الموثوق بها ، واستعملوا القياس ، وأهدروا الشواذّ ، وكانوا إذا رأوا لغتين : الأولى مطابقة للقياس ، والثانية غير مطابقة ، فضّلوا المطابقة للقياس ، وضعّفوا الأخرى بإحدى الطريقتين : إمّا أن يهملوا أمرها لقلّتها ، فيحفظوها ولا يقيسوا عليها ، وإمّا يؤوّلوها حتى تطابق القاعدة. أمّا الكوفيون فقد كانوا يقيسون على الشاهد الواحد ، واعتدّوا بأقوال المتحضّرين من العرب ، وبالشواذ منها حتى قال السيوطي فيهم : «لو سمع الكوفيّون بيتا واحدا فيه جواز شيء مخالف للأصول جعلوه أصلا ، وبوّبوا عليه». ويسمّى أيضا : النقل.
٢ ـ أسس قواعد النحاة : الأسس التي بنى عليها النحاة قواعدهم هي : السماع ، والقياس ، والإجماع والاجتهاد.
٣ ـ المصادر التي يحتجّ بها : هي :
أ ـ القرآن الكريم ، وهو أصحّ هذه المصادر وأسلمها.
ب ـ الحديث ، إذا صح إسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ج ـ الشعر الجاهليّ ، وكلام عرب البادية ، وهم : قريش ، وقيس ، وتميم ، وأسد ، وبعض كنانة ، وبعض الطائيّين (حتى منتصف القرن الثاني الهجريّ).
السّماعيّ
هو ، في اللغة ، النسبة إلى السماع.
وهو في الاصطلاح ، الكلام العربيّ الأصل المسموع عن العرب سواء أكان قياسيا أم غير قياسيّ ، وقد خصّه معظم اللغويّين بالذي ليس له قاعدة قياسيّة ، ولا يقاس عليه ، نحو : «استنوق» بدلا من «استناق». ويسمّى أيضا : النادر ، والشاذّ ، وغير القياسي ، ولا يقاس ، وليس بمقيس ، والمستقبل ، والغريب ، ولغة للعرب ، واللغة ، وما حمل على القليل ، والسماع ، والمحفوظ. ويقابله القياسيّ.
راجع : القياسيّ.
__________________
(١) الفعل «استنوق» كثير الاستعمال ، وقياسه «استناق».
(٢) نحو : «حقل مبقل» ، بدلا من «حقل باقل» ، وهناك الشاذّ في القياس والاستعمال ، نحو : «مبيوع».