[العامل في الحال]
[المراد من شبه الفعل ومعنى الفعل]
[قال ابن الحاجب :]
«وعاملها : الفعل ، أو شبهه ، أو معناه».
[قال الرضى :]
يعني بشبه الفعل : ما يعمل عمل الفعل ، وهو من تركيبه ، كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، والمصدر ؛ ويعني بمعنى الفعل : ما يستنبط منه معنى الفعل ، كالظرف ، والجارّ والمجرور ، وحرف التنبيه ، نحو : ها أنا زيد قائما ، عند من جوّز هاء التنبيه من (١) دون اسم الإشارة ، كما يجيئ في حروف التنبيه ؛ واسم الإشارة ، نحو : ذا زيد راكبا ، وحرف النداء ، نحو : يا ربّنا منعما.
وأمّا حرفا التمني والترجّي ، نحو : ليتك قائما في الدار ، ولعلّك جالسا عندنا ، فالظاهر أنهما ليسا بعاملين ، لأن التمني والترجي. ليسا بمقيّدين بالحالين ، بل العامل هو الخبر المؤخر ، على ما هو مذهب الأخفش (٢) ، كما يجيئ ، لكون مضمونه هو المقيّد.
وحرف (٣) التشبيه ، نحو : كأنه خارجا ... البيت (٤) ، وزيد كعمرو راكبا ؛ وكذا
__________________
(١) أي عند من جوّز استعمال حرف التنبيه بدون اسم الإشارة كالمثال الذي أورده ، والأكثر أن يقال : ها أناذا ، وبعضهم يوجب ذلك ؛
(٢) الأخفش ، هكذا بدون وصف آخر هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة ، وهو الأخفش الأوسط ، وغيره يذكر مع وصفه ، وهو ممن تكرر ذكرهم في هذا الشرح ؛ والأعلام التي تتكرر في هذا الشرح نكتفي بذكر شيء عن أصحابها عند ورودها لأول مرة في كل جزء ، وندع ما عدا ذلك للفهارس العامة التي ستلحق بآخر الكتاب ، إن شاء الله تعالى ،
(٣) هذا معطوف على ما تقدم من الأشياء التي تفيد معنى الفعل ، وكلامه عن التمني والترجي كان استطرادا ؛
(٤) الإشارة إلى بيت النابغة الذبياني المتقدم ؛