ذكرنا من جواز ذلك ، لضعفها ، وقد حصل شرط الإلغاء ، وهو التكرير ، ولا يلزم من تكرير «لا» أن يتوافق الاسمان بعدهما (١) في الإعراب ، إذ التكرير هو الشرط فقط ، وقد حصل ، كما ذكرنا ؛
فإذا تقرر هذا ، فلا حاجة بنا إلى ما ذكر المصنف من قوله : ورفع الأول ، على ضعف لكونها بمعنى ليس ؛ فانّا لا نضعف هذا الوجه ، بل هو مثل الوجه الثالث والرابع سواء ، في حصول التكرير ؛ وتطابق الاسمين إعرابا ، ليس بشرط ؛ و «لا» في الجميع للتبرئة ، ألغيت ، فلم يبق فيها النصوصيّة (٢) ، على الاستفراق ، وتقدير الخبر في هذا الوجه ، كما في الثالث ، سواء ؛ على المذهبين ؛
[دخول الهمزة على لا]
[وأثر ذلك]
[قال ابن الحاجب :]
«وإذا دخلت الهمزة لم تغيّر العمل ، ومعناها : الاستفهام»
«والعرض ، والتمنيّ» ؛
[قال الرضي :]
قال الأندلسيّ : لا أعرف أحدا يقول : تلحق ألف الاستفهام أداة النفي فتكون لمجرّد الاستفهام ، بل ، لا بدّ أن تكون إمّا زائدة للإنكار ، أو للتوبيخ ، أو للتمني أو للعرض ؛
__________________
(١) أي بعد الأداتين المكررتين ، كما تقدم مثله في أول هذا البحث ؛
(٢) أي الدلالة القاطعة على الاستغراق ، وهي كلمة مولّدة ومعناها كون الشيء دالّا على معنى لا يحتمل التأويل ، وهي من قبيل المصادر الصناعية ؛