المنفصل الغائب ، فحذفوا حركة الواو والياء من هو ، وهي ، وقلبوا ياء «هي» ألفا ، فصار «ها» ، لأن ضمير المذكر إذا ولي الكسر ، تقلب واوه ياء نحو : بهي ، لما نذكره ، فخافوا التباس المؤنث بالمذكر ؛
وحركة هاء المذكر ضمة ، إلّا أن يكون قبلها ياء أو كسرة ؛ فإن كان قبلها أحدهما فأهل الحجاز يبقون ضمتها ويقولون : بهو ، ولديهو ؛ وغيرهم يكسرونها ؛ وعلّته أن الهاء حرف خفيف فهو ، إذن ، حاجز غير حصين ، فكأن الواو الساكنة وليت الكسرة أو الياء ، فقلبت ياء ، وكسرت الهاء لأجل الياء بعدها ؛
وإن كان الساكن غير الياء ، فضم الهاء متفق عليه ، إلّا ما حكى أبو علي أن ناسا من بكر من وائل يكسرونها في الواحد والمثنى والجمعين نحو : منه ومنهما ومنهم ومنهنّ ، إتباعا للكسر ؛
وهذا هو الكلام في حركة الهاء ؛
وأمّا الكلام في اشباع حركتها وتركه ، فنقول : ننظر في هاء المذكر فإن وليت المتحرك أشبعت كسرتها نحو : بهي ، وبهو ، ولهو ، وضربهو ، وغلامهو ، فيتولّد من الضم واو ، ومن الكسر ياء ؛
وبنو عقيل ، وكلاب ، يجوّزون حذف الوصل ، أي الواو والياء بعد المتحرك اختيارا مع إبقاء ضمة الهاء وكسرتها ، نحو : به وغلامه ويجوّزون تسكين الهاء ، أيضا ، كقوله :
٣٧٢ ـ فبتّ لدى البيت العتيق أريغه |
|
ومطواي مشتاقان له أرقان (١) |
__________________
(١) هذا البيت لشاعر من شعراء الصعاليك اسمه يعلى الأحول الأزدي ، كان شريرا يجمع الصعاليك ويغزو بهم ويؤذي الناس فرفع أمره إلى والي مكة من قبل مروان بن عبد الملك ، وهو نافع بن علقمة ، وهو خال مروان فسجنه ، فقال قصيدة في سجنه يتشوق فيها إلى مكة وإلى حياته التي كان يحياها أولها :
أويحكما يا واشي أم معمر |
|
بمن وإلى من جئتما تشيان |
ثم تحدث عن برق يجيء من ناحية مكة ويقول إنه ظل يترقبه هو وصديقان كانا معه وقوله أريغه أي أطلبه وقوله مطواي بكسر الميم مثنى مطو وهو الرفيق او النظير ولهذا كله قصة ذكرها البغدادي في خزانة الأدب ؛ وفي بعض الروايات : ومطواي من شوق له أرقان ، ولا شاهد فيه حينئذ ؛