اسمية (١) ، فتتعيّن الفعلية ، فتتعيّن كونهما فعلين ، فوجب النصب ، والمضاف محذوف ، أي : وقت ما خلا مجيئهم زيدا ، أي وقت خلوّ مجيئهم زيدا ، وذلك أن الحين (٢) كثيرا ما يحذف مع «ما» المصدرية نحو : ما ذرّ شارق ؛
وجوّز الجرمي (٣) ، الجرّ بعد ما خلا ، وما عدا ، ولم يثبت ، على (٤) أن «ما» زائدة ؛
قوله : «وليس ، ولا يكون» ، هما أيضا في محل النصب على الحال إذا ضمّنا معنى الاستثناء ، ولا يستعمل موضع «لا يكون» غيره. نحو : ما كان ، ولم يكن ، ونحو ذلك ، وفاعلهما واجب الاضمار ، وهو ضمير راجع إلى «بعض» (٥) مضافا إلى ضمير المستثنى منه ، أي ليس بعضهم زيدا ، وذلك لمثل ما قلنا في وجوب اضمار فاعل خلا ، وعدا ، إلا أن الإضمار ههنا ، كما في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(٦) ، وقوله تعالى : (حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)(٧) بخلاف ذلك ،
وأجاز الخليل أن يوصف بليس ، ولا يكون ، منكر ، أو معرّف باللام الجنسية ، نحو : ما جاءني الرجال ليسوا ولا يكونون زيدا ، وسمع من العرب : ما أتتني امرأة لا تكون فلانة وليست فلانة ، فيلحقهما ، إذن ، ما يلحق الأفعال الموصوف بها من ضمير وعلامة تأنيث ، تقول : ما رأيت رجالا لا يكونون زيدا وليسوا زيدا ، ولم يجيئ مثل ذلك في خلا وعدا ؛
ولم تستعمل هذه الأفعال في الاستثناء المفرّغ ، على أنه قال الأحوص :
__________________
(١) أي في حال استعمالها في مثل ما خلا زيدا ،
(٢) أي اللفظ الدال على الزمان ولذلك يسمونها المصدرية الظرفية ،
(٣) الجرمي نسبة إلى جرم بفتح الجيم ، قبيلة باليمن ، قيل إنه كان مولى لها ، وقيل إنه أقام بها زمنا فنسب إليها ، وهو أبو عمر ، صالح بن إسحاق من علماء البصرة ، أدرك سيبويه ولم يلقه توفي سنة ٢٢٥ ه
(٤) توجيه لما ذهب إليه الجرميّ ؛
(٥) أي لفظ بعض ،
(٦) أول سورة القدر ،
(٧) الآية ٣٢ من سورة ص ،