بذلك على مولانا الحسين عليهالسلام في أيام مأتمه بعد ما عرفت من كونه هو المعهود في العرف والعادة من قديم الزمان لكل مفقود عزيز جليل لهم سيما بعد صيرورته من شعار الشيعة قديماً وحديثاً من علمائهم فضلا عن غيرهم بل ربما يشعر بذلك أشعاراً بليغاً الحديث الذي رواه خالنا العلامة المجلسي رحمهالله في زاد المعاد (١) في فضل يوم التاسع من أول الربيعين وعظم شأنه وقدره عند الائمة عليهمالسلام عن الشيخ الجليل القدر العظيم المنزلة أحمد بن اسحاق القمي عن مولانا العسكرى عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين عليه وعليهم الصلاة والسلام ان لهذا اليوم من عظم قدرة عند الله وعند رسوله وخلفائه عليهمالسلام سبعين اسماً وعدها واحداً بعد واحد وجعل من جملتها المناسب ذكره في هذا المقام انه يوم نزع لباس السواد اظهاراً للفرح والسرور المطلوب فيه للمؤمنين الذي لا يناسبه لبس السواد فيه (٢).
ولا يخفى ما فيه من الاشعار بل الظهور في معهودية لبس السواد عند الخواص وهم الشيعة قبل هذا اليوم لعدم شمول الامر بالنزع لغيرهم بالضرورة ومعلوم أن ذلك لا يكون الا لمفقود عزيز وهل هو الا للتحزن على ما جرى على مولانا الحسين عليهالسلام وأهل بيته في الشهرين
__________________
(١) وراجع البحار الجزء الثامن منه ايضاً.
(٢) لانه من الايام الشريفة التي يلزم على كل مؤمن ان يظهر الفرح والبشاشة لاخوانه واطعام الطعام لهم وانه مضافاً اليه يوم امامة بقية الله في الأرضين وحجته على العالمين الذي يظهر فيملأ الارض عدلا وقسطاً وينتقم من الذي ضرب الزهراء صلوات الله عليها واسقط محسنها عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من خيار اصحابه.