مما يؤيد ويصدق كلام ولده الامام المنتظر عجل الله فرجه.
فاذا انضمت اليه أدلة حسن التأسي بهم معتضداً ذلك كله بقاعدة التسامح في أدلة السنن لم يبق مجال للتأمل في رجحان لبس السواد في مصاب مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ودخوله بذلك في العناوين المتعددة في الاخبار البالغة حد التواتر المعنوي التي
__________________
* كل يا مولاي فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً قتل ابن رسول الله عطشاناً فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل :
وحدث مولى له (ع) أنه برز يوماً الى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة فوقفت وأنا اسمع شهيقه وبكائه وأحصيت عليه الف مرة لا اله الا الله حقا لا اله الا الله تعبداً ورقاً لا اله الا الله ايماناً وصدقاً ثم رفع رأسه من السجود وان لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه.
فقلت : يا سيدي ما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان تقل : فقال لي ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم (ع) كان نبياً ابن نبي كان له اثني عشر ابناً فغيب الله سبحانه واحدا منهم فشاب راسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا وانا فقدت أبي واخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعاً مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي انتهى.
هذا وكان (ع) اذا أخذ اناء بشرب الماء بكى حتى يملأها دماً فقيل له في ذلك فقال وكيف لا ابكي وقد منع ابي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش وقيل له انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا فقال نفسي قتلتها وعليها ابكي كما في المناقب * :