اثنان بعد حذف النون كالمضاف إلى عشر ، لأن نون المثنى والمجموع لم يعهد في غير هذا الموضع حذفها إلا للاضافة ، فصار كأنه مضاف ، والتركيب الإضافي ، لا يوجب البناء ،
وليس قول من قال : انه أعرب لأنه امتنع حذف علامة التثنية أي الألف لأجل التركيب ، وتلك العلامة إعراب فلم يسقط الإعراب : بشيء ، (١) لأن نحو : يا زيدان ، ويا زيدون ، مبني اتفاقا مع قيام هذه العلة ، بل إذا قصد بناء المثنى جرّدت علامة التثنية عن كونها إعرابا ، وكذا علامة الجمع ؛
قوله «وإلا أعرب» كبعلبك وبني الأول في «الأفصح» ، قد تقدم شرحه ، وان بعضهم يضيف صدر هذا المركب إلى عجزه ، مع صرف المضاف إليه ، وتركه ؛
ومن المركبات : قولهم بادي بدي ؛ وفيه لغات :
إحداها : هذه ، وهي سكون ياءي الأول والثاني ، تقول : أعطه بادي بدي ، والأصل : بادئ بديء ، فالأول : فاعل من بدأت الشيء ، أي فعلته ابتداء ، والثاني : فعيل بمعنى مفعول ، منه ، وهو (٢) اسم فاعل مضاف إلى مفعوله ، وانتصابه على الحال ، أي أعطه فاعلا ابتداء لما يجب أن يفعل ابتداء ، والمراد بالبدي : مصدر الفعل المتقدم ، وهو الاعطاء في مثالنا ، فعلى هذا ، هو في الأصل مضاف ومضاف إليه ؛ فينبغي أن يكون كل منهما معربا لكنه كثر استعماله حتى استفيد من مجموع الكلمتين ما يستفاد من كلمة واحدة ، إذ معنى بادي بدي : مبتدئا ، وذلك كما قلنا في : فاها لفيك ، وبعته يدا بيد ، في باب الحال ؛ فشبّه المضاف والمضاف إليه ، لانمحاء معناهما الأصلي وافادتهما معنى المفرد بالمركب في نحو : خمسة عشر ، فإنه مركب مفيد معنى المفرد ، إذ إفادته لمعناه أي العدد المعيّن ، كإفادة «عشرة» لمعناها ؛ فبني الأول لكونه جزء الثاني ، واحتياجه إليه ؛ وبني الثاني وإن لم يتضمّن الحرف ، تشبيها له بما تضمنه نحو خمسة عشر ، وبيت بيت ، كما ذكرنا في معد يكرب ؛
__________________
(١) خبر عن قوله : وليس قول من قال ...
(٢) أي تركيب بادئ بدئ ،