ولا يجوز حذف أحد العائدين إذا اجتمعا في الصلة ، نحو : الذي ضربته في داره : زيد ، إذ يستغنى عن ذلك المحذوف بالباقي فلا يقوم عليه دليل ؛
ثم الضمير إمّا أن يكون منصوبا أو مجرورا أو مرفوعا ، فالمنصوب يحذف بشرطين : ألّا يكون منفصلا بعد «إلّا» نحو : جاءني الذي ما ضربت إلا إياه ، وأمّا في غيره ، فلا منع ، كقولك : ضيّع الزيدان الذي أعطيتهما ، أي أعطيتهما إياه ، وكذا : الذي أنا ضارب زيد ، أي ضارب إياه ، ويجوز أن يكون المحذوف ههنا مجرورا في محل النصب ، كما يجيىء ، أي : الذي أنا ضاربه ؛ والشرط الثاني أن يكون مفعولا ، نحو : الذي ضربت : زيد ، لأن الضمير ، إذن ، فضلة ، بخلاف الضمير الذي اتصل بالحرف الناصب ، فلا يحذف في نحو : الذي إنه قائم .. ، وأما المجرور ، فيحذف بشرط أن ينجرّ بإضافة صفة ناصبة له تقديرا ، نحو : الذي أنا ضارب : زيد ، أي ضاربه كما تقدم ؛ أو ينجر بحرف جرّ معيّن ، وإنما شرط التعيين ، لأنه لا بدّ بعد حذف المجرور من حذف الجارّ أيضا ، إذ لا يبقى حرف جارّ بلا مجرور ، فينبغي أن يتعيّن ، حتى لا يلتبس بعد الحذف بغيره ، كقوله تعالى : (أنسجد لما تأمرنا) (١) ، أي : تأمرنا به ، وقوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) (٢) أي : تؤمر به ، أي باظهاره ، قال :
٤١٧ ـ فقلت له : لا ، والذي حجّ حاتم |
|
أخونك عهدا إنني غير خوّان (٣) |
أي حجّ حاتم إليه ، ويتعيّن حرف الجر قياسا إذا جرّ الموصول ، أو موصوفه بحرف جرّ مثله في المعنى ، وتماثل المتعلقان ، نحو : مررت بالذي مررت ، أي : مررت به ، فالجارّان متماثلان ، وكذا ما تعلّقا بهما ، ومثال الموصوف : مررت بزيد الذي مررت ، وربّما يحذف المجرور بحرف وإن لم يتعيّن ، نحو : الذي مررت : زيد ، أي الذي مررت
__________________
(١) الآية ٦٠ سورة الفرقان ،
(٢) الآية ٩٤ سورة الحجر
(٣) لشاعر اسمه : العريان بن سهلة الجرمي من شعراء الجاهلية من أبيات أوردها أبو زيد الأنصاري في نوادره ، يتحدث فيها الشاعر عن مروره بأحد كرام العرب وما لقيه من هذا الكريم من حسن المعاملة ، وفي رواية النوادر : فقال مجيبا والذي حج حاتم .. إلخ وقد تحرف البيت في النسخة المطبوعة إلى : انني غير حوّل ، والصواب : انني غير خوّان ، كما أثبتناه نقلا عن الخزانة ،