[صور أخرى]
[من التسمية]
وإن سميت بفعل مفكوك الإدغام جزما أو وقفا (١) ، كاردد ويردد ، أدغمت فقلت : اردّ ويردّ ، غير منصرفين ، لأن المفكوك قليل في الأسماء ، كقردد ، ومهدد ، وكثير في الأفعال ، ولأن فك الإدغام في الفعل إنما كان لعارض ، زال في الاسم ، وهو : الجزم أو الوقف الجاري مجراه ، ولهذا يبقى الفك إذا سمّي بألبب من قولك : بنات ألببي (٢) ، ولهذا يردّ اللام أو العين ، إذا سمّي بفعل محذوف اللام أو العين ، جزما أو وقفا ، كيغز ، ويرم ، ويخش ، واغز ، وارم ، واخش ؛ ويخف ، ويقل ، ويبع ، وخف ، وقل ، وبع ، فتقول : جاءني يغز ، ويرم ، والتنوين للعوض ، كما في «قاض» اسم امرأة ؛ ويخشى ، كيحيى؛ واغز، وارم ، ويخاف ويقول ويبيع ، وقول وبيع وخاف ، كما مرّ في غير المتصرف ؛
وأمّا «سل» ، إذا سمّيت به ، فإنك لا ترد الهمزة لأنها لا تحذف لموجب الجزم ، ولا الوقف ،
وتردّ اللام مع العين في «يك» لأن اللام حذفت تشبيها بحرف العلة في : لم يغز ؛
__________________
(١) المراد به البناء على السكون ؛
(٢) مثّل به سيبويه ٢ / ١٦ في شطر من الرجز وهو قوله : قد علمت ذاك بنات ألبب ، وأعاده في ٢ / ٤٠٣ بنات ألببه ، وأصله أن اعرابية قيل لها : مالك لا تعاقبين ابنك ، فقالت : تأبي ذاك بنات ألببي بالإضافة إلى ياء المتكلم ، وقال الجوهري : بنات البب هي عروق في القلب تكون منها الرقة ؛ واعتبره البغدادي شاهدا وكتب عليه ، ونقل عن المبرد انه قال في معنى بنات ألببه بالإضافة إلى الضمير إن ألبب أفعل تفضيل بمعنى أعقله أي أعقل القوم مثلا ، ثم قال : إن الأعلم وأبا جعفر النحاس لم يوردا هذا الشاهد في شرح شواهد سيبويه وكأنهما لم ينتبها إلى كونه شعرا ؛ وقول الرضى كقولك ، يفيد أنه لا يقصد الشعر ؛