بالنظر الى ما هو الشايع فى الاستعمال ولا يمتنع ان يقع ذلك بسبب غير التلويح انتهى كالاهتمام بشان الخبر لكونه مستبعدا او التنبيه على غفلة السامع (قوله اى للخبر) فاللام زائدة كما فى ردف لكم على ما ذكره الرضى فى معرفة المتعدى واللازم من ان استعمال الفعل اذا كان بحرف الجر وبدونه كثيرا فهو متعد ولازم واذا كان بحرف الجر كثيرا فهو لازم وما ورد بدونه فهو على نزع الخافض واذا كان استعماله بدون حرف الجر كثيرا فهو متعد وما ورد به فحرف الجر فيه زائدة وانما لم يجعل ضمير له للملوح مع عدم احتياجه الى توجيه اللام لان الفاء يفيد ما يفيده اللام فيلزم الاستدراك (قوله لا تدعنى) كنى عنه بالنهى عن المخاطبة بمعنى المحاورة للمبالغة (قوله فهذا كلام يلوح بالخبر) اى بخصوصه مع قوله تعالى (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ) لان صنعه للخلاص عن الغرق واما بدونه فملوح الى جنس الخبر اى كونهم محكوما عليهم بالعذاب كما فى المختصر ان هذا كلام يلوح بالخبر تلويحا ما ويشعر بانه قد حق عليهم العذاب (قوله فصار المقام مقام ان يتردد المخاطب) بالنظر الى الملوح وان لم يتردد المخاطب ولم يطلبه (قوله اشارة ما) اى خفية فان التلويح فى اللغة الاشارة من بعيد وانما كان المراد ذلك لان فى بعض الامثلة ليس التلويح الى خصوص الخبر فان فى قوله تعالى صل عليهم تلويحا الى جنس الخبر وهو ان فى صلوته عليه السّلام منفعة لهم وفى قوله تعالى (اتَّقُوا رَبَّكُمُ) اى احفظوا انفسكم عما يضركم فى الاخرة تلويحا الى ان فى الاخرة عقوبة على الاعمال ومن جملتها ان زلزلة الساعة اى الاهوال التى فى تلك الساعة شئ عظيم (قوله حتى ان النفس اليقظى) اى المتهيأة لدرك ما يرد عليها تكاد تترد فى الخبر بخصوصه بناء على انها تعلم ان الجنس لا يوجد الا فى فرد ما فتكون ناظرة اليه بخصوصه كانها مترددة فيه كنظر السائل وتردده وبما ذكرنا اندفع ما قيل ان سبق الملوح الى الجنس الخبر واستشرافه له يقتضى تأكيده لا تأكيد الخبر المخصوص هذا لكن ما ذكره الشارح رحمه الله مخالف لعبارة المفتاح حيث قال تتميل بين اقدام للتلويح واحجام لعدم التصريح اى النفس اليقظى تتميل اى تتكلف الميل بين اقدام على الحكم الملوح به لاجل التلويح وبين احجام عنه لعدم التصريح به فانه يدل على ان التردد فى الحكم الملوح به بالنظر الى الاعتبارين اللهم الا ان يعتبر التلويح الى الجنس تلويحا الى الخبر المخصوص فتدبر (قوله حجل) بالفتح عم النبى صلّى الله عليه وسلّم واسمه مغيرة واما حجل بالتحريك فهو شاعر عبد لبنى مازن كذا فى القاموس (قوله واضعا على العرض) فى التاج العرض چوب بر پهنا نهادن وشمشير بر پهنا بر ران نهادن وفى شرح المفتاح للكاشى العارض هو الذى يضع السيف