يظهر بعد التأمل والنظر (قوله سرتنى رؤيتك) هذا القول مجاز اذا اريد منه حصول السرور عند الرؤية اما اذا اريد ان الرؤية موجبة للسرور فهو حقيقة (قوله اى اقدمتنى نفسى) قدر السكاكى رحمه الله فى مثل هذا المثال الفاعل النفس وفيما عداه الله سبحانه بناء على ان الظاهر ان الحادث الذى يظهر فاعله ينسب اليه والذى لا يظهر ينسب الى ذاته تعالى لكن لا يخفى ان الفعل الصادر ههنا هو القدوم واعتبار النفس الناطقة مقدما للبدن تكلف بارد غير متعارف عند اهل اللغة وكذا جعل النفس فيما عداه فاعلا باعتبار التوليد مع عدم جريانه فى صيرنى تكلف (قوله بهذه الحالة) فى شرح المفتاح فالواو مزيدة فى ثانى مفعولى صير تشبيها بالحال والواو للحال والحال قائم مقام الخبر دال عليه اى صيرنى هواك مضروبا بى المثل فى الهلاك انتهى وعبارته ههنا مشعرة بالوجهين حيث جعل بهذه الحالة مفعولا ثانيا وعبر عنه بالحالة* قال قدس سره دل عبارته* الظاهر اشعر لما عرفت من انها تحتمل الوجهين* قال قدس سره يضرب المثل لحينى وبى* اى يضرب المثل بالاشياء لحينى ويضرب المثل للاشياء بى* قال قدس سره الا انه* قدم المعطوف على المتبوع والعامل كما فى قولك عليك ورحمة الله السلام وما سيجئ من ان جوازه مشروط بان لا يتقدم على العامل كما فى الرضى فلعل ذلك مختلف فيه فانه لم يذكر فى شرح التسهيل عند تعداد شرائط جواز تقدم المعطوم مع انه بالغ فى ذلك وذكر الشروط المتفق عليها والمختلف فيها وان ابيت فاجعل المذكور مفسرا للعامل المحذوف مقدما ويروى بحينى بالباء فهو بدل من بى (قوله نوع خفاء) لكثرة الاسناد الى الفاعل المجازى وترك الاسناد الى الفاعل الحقيقى (قوله فى هذا) اى فى المجاز العقلى (قوله صارت الخ) اى النسبة حقيقة لذلك الفاعل (قوله فانك لا تجد) تعليل لقوله ليس بواجب اى اذا قلت عند قدومك للحق اقدمنى حق لا تجد فى قصدك فاعلا للاقدام سوى الحق لكنك صورة القدوم بصورة الاقدام والحق بصورة المقدم مبالغة فى كونه داعيا للقدوم فلا فاعل فى قصدك سوى الحق لا محققا ولا موهوما فضلا عن الاسناد اليه والنقل عنه (قوله وكذا لا تستطيع الخ) بناء على تصويرك الصيرورة تصييرا والازدياد زيادة ولا تصيير ولا زيادة (قوله فالاعتبار) تفريع على ما قبله اى اذا لم يكن للفعل فى المجاز العقلى فاعل بناء على انتفاء الفعل وكونه مخيلا محضا فالاعتبار فى امتيازه عن الكذب ان يكون المعنى الذى هو مقصود المتكلم من الكلام ومحط الفائدة موجودا فى المجاز بخلاف الكذب فانه لا وجود له ففى اقدمنى حقى بلدك ان لم يكن القدوم متحققا كان كذبا وان كان