لم يقل اختصرته لما فيه سوى الاختصار من التجريد والايضاح (قوله حكم كلى) اى على كلى فان كلية الحكم كون المحكوم عليه كليا والضمير فى ينطبق وجزئياته راجع الى الكلى ومعنى انطباقه صدقه عليه وهو احتراز عن القضية الطبيعية واللام فى قوله ليستفاد لام العاقبة وذكر هذا القيد لكونه مأخوذا فى مفهوم القاعدة وما قيل من ان المراد قضية كلية تشتمل على احكام جزئيات موضوعها اطلاقا لاسم الجزء الاخير على الكل وحذف المضافين او ان الكلام محمول على الاستخدام بان يراد بلفظ الحكم معناه الحقيقى وبضميرى منطبق وجزئياته المعنى المجازى اعنى المحكوم عليه او ان اطلاق الكلى والجزئى على حكم الاصل والفزع باعتبار التشبيه بالمعنى الكلى والجزئى من حيث الاشتمال والاندراج فتكلفات لا تليق بمقام التعريف وان ذهب اليه الجم الغفير (قوله يجب توكيده) اى لابد ان يكون مؤكدا (قوله بان يقال الخ) متعلق بينطبق يعنى ان معنى انطباقه عليها انه يمكن ان يصير كبرى لصغرى سهلة الحصول (قوله لا ما يستغنى عنه) الحصر مستفاد من المقام حيث وصف القسم الثالث باشتماله على الحشو وفيه اشارة الى ان الحشو فى القسم الثالث بتكثير الامثلة والشواهد التى لا يحتاج اليها (قوله فهى اخص من الامثلة) اى كل ما يصلح شاهدا يصلح مثالا من غير عكس كلى اذ لا يلزم للجزئى ان يكون مذكورا بعد الحكم الكلى فضلا عن كونه مثالا او شاهدا فكونه مذكورا للايضاح او للاثبات عارض مفارق لا يمكن اعتباره فى حقيقتهما ولو اعتبر ذلك فربما يتباينان وربما يتصادقان فبينهما على هذا التقدير تباين جزئى وهذا حاصل ما نقل عن الشارح رحمه الله فتدبر فانه قد خفى على الناظرين (قوله من الا لو) كالنصر او العلوّ على ما فى القاموس (قوله وهو التقصير) من قصر فى الشئ توانى (٩) على ما فى شمس العلوم لا من قصر عن الشئ بمعنى انتهى او عجز على ما وهم لقوله فى تحقيقه (قوله وقد استعمل الا لو متعديا الخ) فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى (لا يَأْلُونَكُمْ)(٦) خَبالاً يقال الا فى الامر يألو اذا قصر فيه ثم استعمل متعديا الى مفعولين فى قولهم لا آلوك نصحا ولاآلوك جهدا على التضمين والمعنى لا امنعك جهدا ولا انقصكه والشارح رحمه الله حمل عبارة المتن على الاستعمال المشهور رعاية لجزالة المعنى اى لم امنعك جهدا ولا انقصكه فى تحقيقه والقول بانه لازم بمعنى التقصير وجهدا تمييز اى من جهة الجهد او منصوب بنزع الخافض اى فى الجهد او حال اى مجتهدا فباطل اذا لابهام فى نسبة التقصير الى الفاعل ولا يصح جعله فاعلا الاعلى اعتبار الاسناد المجازى
__________________
(٩) قوله توانى يقال توانى فى حاجته اذا قصر اى عرض له التكاسل والفتور فى حاجته قوله بمعنى انتهى اى كف يده وامتنع عن فعله مع كونه مقتدرا عليه وقوله او عجر اى كف يده لعدم قدرته عليه (عاصم)
(٦) اى لا يقصرون لكم فى الفساد (بيضاوى)