فى المسجد تحكى قوليه معطوفا احدهما على صاحبه انتهى وهو دليل على انه لا يجوز عطف الانشاء على الاخبار فيما له محل من الاعراب لان ما قبل قوله تعالى ولا تزد الظالمين كلها جمل خبرية مقولة لقال معطوف بعضها على بعض قال الله تعالى (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ) الى قوله (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) فلو جوز عطف الانشاء على الاخبار لما تردد فى عطف ولا تزد الظالمين بل جزم بعطفها (٧) على قوله تعالى عصونى كسائر الجمل السابقة فالسؤال عن عطفها والجواب بانه معطوف على رب انهم عصونى لاعصونى بتقدير قال ليكون عطف الاخبار على الاخبار دليل على انه لا يجوز عطف الانشاء على الاخبار فيما له محل من الاعراب وكذا فى المثال المصنوع عطف بتقدير قال واما قوله اى قال هذين القولين فهو اشارة الى انه مقول آخر وليس داخلا فى المقول الاول كالجمل السابقة وليس فيه دلالة على ان احد القولين (٢) معطوف على القول الاخر (٣) من غير تقدير وكذا قوله لانهما مفعولا قال وقوله تحكى قوليه معطوفا احدهما على صاحبه لان المراد انهما كذلك فى الظاهر قال السيد وكفاك حجة قاطعة قطعا (٩) يليق بالخطابيات وهو الظهور فان كون الواو من المحكى يستلزم عطف الانشاء على الاخبار فيما لا محل له من الاعراب فيحتاج الى التأويل وعلى تقدير كونه من الحكاية يكون عطف احد القولين على الاخر اللذين فى حكم المفردين من غير تكلف التأويل وفيه انه انما يتم لو ثبت جواز عطف الانشاء على الاخبار فيما له محل من الاعراب بشاهد ولم يثبت فعلى هذا التقدير ايضا يحتاج الى التأويل بانه معطوف بتقدير قال (قوله فى المقصود) اى فى مقصود الكتاب ليخرج الخطبة (قوله من قبيل المقاصد) والشواهد والامثلة والاعتراضات على المفتاح من مكملات المقاصد فلا يرد النقض على الحصر (قوله وعليه منع ظاهر) وهو منع انحصار ما لا يكون من المقاصد فى المقدمة ومنع انحصار ما لا يكون الغرض منه الاحترازين وجوه التحسين (قوله بالاستقراء) بان يقال تتبعنا المذكور فى الكتاب فلم نجد غيرها (قوله ولما انجر الخ) لانه انجر فى آخر المقدمة الى ان علم البلاغة وتوابعها منحصر فى علم المعانى والبيان والبديع وانها فنون اى ضروب مختلفة لان الاول ما يحترز به عن الخطأ فى تأدية المراد والثانى ما يحترز به عن التعقيدية المعنوى والثالث ما يعرف به وجوه التحسين ومعلوم مما تقدم من قوله فلما كان علم البلاغة وتوابعها الى قوله الفت مختصرا الخ ان مقصود الكتاب منحصر فى علم البلاغة وتوابعها
__________________
(٧) بان يكون الظالمين من وضع الظاهر موضع المضمران جوزنا وقوع الانشاء خبرا بلا تأويل او يكون خبرا بتأويل مقول فى حقه كما هو مذهب السيد قدس سره م
(٢) وهو قوله ولا تزد الظالمين الاضلالا م
(٣) وهو رب انهم عصونى م
(٩) قوله قطعا يليق بالخطابيات آ ه جواب للمحشى القديم حيث قال وفيه تأمل اى فى هذا الجواب تأمل اذ بهذا المقدار لا يثبت كون الجحة قاطعة واجاب بما ترى فافهم م