المسند اليه ههنا للتخصيص ليصح التشبيه بسبابة المتندم فيكون كلا حكمى النفى والاثبات مفهوما من المنطوق ولا يكون احدهما كناية عن الآخر فتدبر فانه قد خفى على بعض الناظرين وجعله من قبيل الكناية فى النسبة اى انا لم اجن كما فى غيرى باكثر الخ او فى المحكوم عليه بان يراد منه مغاير معين اشتهر بوصف مغايرة المتكلم لكن لا لاثبات الحكم له قصدا بل لينتقل الى ملزومه اعنى نفى الجناية عن نفسه فانه وهم لما عرفت ان مقصود الشاعر كلا الحكمين من غير ان يجعل احدهما وسيلة للآخر ولان المقصود الشارح رحمه الله تعالى تمثيل المنفى لا النفى كما يدل عليه قوله فان التقديم ليس كاللازم الخ (قوله من غير ارادة الخ) اى عدم التصريح على ما يستفاد من القاموس والتاج والمراد بغير المخاطب المعين كما يفصح عنه عبارة الايضاح وبه صرح الشارح رحمه الله تعالى فى شرح المفتاح فالمعنى من غير ارادة عدم التصريح بالمعين الغير المخاطب وذا بان لا يراد المعين اصلا كما فى منلك لا يوجد وغيرى جنى على احد الاحتمالين او يراد المعين ولم يصرح به بان يكنى عن ذلك المعين بالمثل او الغير لاشتهاره به او بان يجعل الاضافة للعهد وعلى التقادير الثلث لا يلزم تقديم لفظ المثل والغير فاندفع ما قيل ان التعريض بالمعنى الاصطلاحى غير متحقق فى شئ من الاحتمالات الثلث لكون الكلام موجها الى المثل والغير بطريق الاستقامة وان اريد به المعنى اللغوى فهو انما يتحقق على تقدير اراده المثل المعين او لغير المعين بطريق الكناية فى المحكوم عليه واما اذا اريد المثل والغير مطلقا او اريد المعين بالاضافة العهدية فلا فتدبر فانه مما خفى على كثير من الفضلاء (قوله مماثل له او غير مماثل) تعميم لغير المخاطب للاشارة الى ان الغير فى المتن ليس مقابل المثل كما فى قوله لفظ مثل او غير والا لكان الواجب ان يقال من غير ارادة التعريض بمثل المخاطب او غيره بل الاعم الشامل للمثل وغير المثل وليس لفا ونشرا بان يكون مماثل متعلقا بمثلك وغيره مماثل متعلقا بغيرك حتى يرد ان الغير فى غيرك لا يختص بغير المماثل فالصواب مماثل له او غير المخاطب مماثلا او غيره (قوله حال كون الخ) فهو ظرف مستقر وقع حالا من قولك المضاف اليه لنحو وصح لانه يمكن اقامة المضاف اليه مقام المضاف واختاره لرعاية لفظ المخاطب فانه فى القول دون النحو ويجوز ان يكون حالا من نحو ويكون ذكر المخاطب بطريق التمثيل (قوله اى ضربا لم ينشأ من ذنب) فان كونه ناشئا مما يغاير ارادة التعريض يلزمه ان لا يكون ناشئا من ارادة التعريض كما فى غيرى ينخدع وغيرى فعل كذا اى انا لا انخدع وانا لم افعله وهذا هو الوجه القوى لسابق الى الفهم اذ لا تكلف فيه وقال السيد فى شرحه للمفتاح