تثنية او جمع او عطف فانما هو اذا كان الخطابان من جنس واحد كما تدل عليه الامثلة التى اوردها من انتما فعلتما وانت وزيد فعلتما واما اذا كانا من جنسين فلا كيف وقد وقع فى التنزيل نحو (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) و (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) فاندفع ما قيل انه مخالف لما فى الرضى من انه لا يجوز تعدد الخطاب فى كلام واحد وانه مخالف لما فى التلويح من المخاطب (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) هو المخاطب بقوله فاجلدوا وان كان كاف الخطاب مفردا كما فى قوله تعالى (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) فانه اختار فى كل كتاب احتمالا هذا وقد ذكر العلامة فى شرحه للمفتاح ان ذلك ونحوه من اسماء الاشارة لا يجوز ان يلتفت بها لامتناعه فيها نعم لو اختلف حرف الخطاب المتصل بها من الكاف واخواته بالحكاية والغيبة لامكن الالتفات وحيث امتنع انتهى وهذا هو الحق وحاصله ان الاسلوب الثانى يجب ان يكون على خلاف مقتضى الظاهر وحرف الخطاب اللاحقة لاسماء الاشارة على مقتضى الظاهر ولا يجوز تغيرها الى الحكاية والغيبة (قوله حيث لم يقل الخ) فيكون نصافى ان المخاطب به هو المخاطب بعنكم وتوليتم لانه الاصل على تقدير الاتحاد (قوله المخاطبون) لان القائل به حبيب النجار وهو من المؤمنين الا انه اقام نفسه مقام المخاطبين ليكون ادخل فى النصح لما انه لا يريد لهم الا ما يريد لنفسه وكونه من باب التعريض لا ينافى ذلك لان باب التعريض عند المصنف والشارح رحمهما الله تعالى اما مجاز او كناية وههنا مجاز لامتناع ارادة الموضوع له فيكون اللفظ مستعملا فى غير ما وضع له فيكون المعبر عنه فى الاسلوبين واحدا نعم على ما حققه السيد من ان المعنى التعريضى من مستتبعات التركيب واللفظ ليس بمستعمل فيه بل هو بالنسبة الى المعنى المستعمل فيه اما حقيقة او مجازا او كناية يرد ان اللفظ ليس مستعملا فى المخاطبين فلا يكون المعبر عنه فى الاسلوبين واحدا (قوله وهذا مشعر الخ) اى التقييد بقوله عند السكاكى رحمه الله لكن فى الاشعار خفأ اذ يجوز ان يكون التقييد لاجل ان تلك المقدمة مسوقة لبيان الالتفات فى البيت الثالث عنده (قوله وقد كثر فى الواحد الخ) حتى قال فى شرح التسهيل المصرى ان معنى نفعل وفعلنا المتكلم المعظم نفسه او المشارك (قوله فى كلام القديم) اى فى كلام الفصحاء المتقدمين فى الجاهلية يدل عليه مقابلته بالمولدين (قوله وانما هو استعمال المولدين) اى المحدثين يقال كلام مولد اى محدث وفى القاموس المولدة المحدثة من الشعراء لحدوثهم وتمسكوا فى ذلك بما وقع فى القرأن المجيد من قوله تعالى (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ) وقوله تعالى (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ