ان يخاطب العبد ذلك الحقيق ولا تفهم منه نكتة الخطاب الذى وقع فى كلامه تعالى فلا بد من ضم مقدمة وهى ان العبد مأمور بقرأة الفاتحة ففيه تنبيه على ان العبد ينبغى ان يكون قراءته بحيث يجد ذلك المحرك لتكون قرأته بالخطاب واقعة موقعها (قوله وطريقة الكشاف) ان الخطاب لدلالته على كمال التميز تعليق العبادة به كتعليقه بالمشتق فيشعر بعلية ذلك التميز الحاصل بالصفات للعبادة ففائدة الخطاب تعليل حكم العبادة كانه قيل نخصك بالعبادة لتميزك بتلك الصفات (قوله واهله) اى العباد لانهم عمروه وبهم ختم سلسلة المخلوقات فهو تخصيص بعد التعميم ليظهر ترتب قوله فانصرفت النفس بالكلية اليه ولذا تعرض للعباد فى بيان معنى (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) و (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (قوله لتناهى وضوحه الخ) ففى الخطاب اشارة الى انه تعالى بسبب هذه الصفات واضح غاية الوضوح كالمشاهد فسبحان من دل بذاته على ذاته (قوله تنبيها على ان من هذه صفاته يجب ان يكون الخ) لانه ظهر من اجراء تلك الصفات عليه ان العبد لشمول قدرته تعالى وارادته والطافه فى امر المعاش والمعاد محتاج اليه فى جميع تقلباته غير خارج عن تحت تصرفه فى حين من الاحيان فيجب ان يكون حاضرا فى قلبه كالمرئى المشاهد سيما فى حال العبادة حيث قرن الخطاب بها فانها حال المناجاة له تعالى فاللطيفة التى ذكرها الشارح رحمه الله تعالى متضمنة ثلث لطائف كما لا يخفى (قوله ولما انجر كلامه الخ) اى كان كلامه فى احوال المسند اليه على مقتضى الظاهر وانجر ذلك الى ذكر خلاف مقتضى الظاهر من المسند اليه فان وضع المضمر موضع المظهر وعكسه انما اورد من المسند اليه ولذا قال فيما ليس منه ونظيره من غير هذا الباب (قوله اورد عدة اقسام) مشهورة منه وان لم يكن من المسند اليه ولذا قال ومن خلاف المقتضى ولم يقل منه تكميلا لمباحثه وفيه اشارة الى ان اقسامه لا تنحصر فيما ذكره فان المجاز والكناية ايضا من خلافه* قال قدس سره سهو ظاهر* لان غير ما يترقبه كلام المتكلم صدر فى مقابلة كلام المخاطب غير مطابق له ظاهرا وانما المقصود ههنا مطابقته بسبب حمله على خلاف مراده للتنبيه على انه الاولى بالارادة لا للتنبيه على ان الاولى بالارادة ما صدر عن المتكلم فى مقابلة كلامه مثلا قول القبعثرى فى مقابلة وعيد الحجاج ليس بمطابق له فانه كلام فى مقابلة الوعد للتنبيه على ان اللائق بحاله ارادة الوعد لا الوعيد لان اللائق بحاله ما صدر عن القبعثرى وما قيل فى دفعه بانه يمكن ان يراد بالقصد والارادة الترقب فالمعنى للتنبيه على ان الغير اولى بالترقب وان يراد بالغير غير المراد فتكلف بارد اذ ليس مقصود المتكلم التنبيه على خلاف ترقب المخاطب بل