يوم مفصح وفصح لا غيم فيه ولاقرو انتظر نفصح من شأننا اى نخرج ونتخلص وجاء فصح النصارى اى يوم بروزهم الى معيدهم وهذا مفصحهم اى مكان بروزهم وافصحوا عيدوا وافصح العجمى تكلم بالعربية وفصح انطلق لسانه وخلصت لغته عن اللكنة وافصح الصبى فى منطقه فهم ما يقول فى اول ما يتكلم تقول افصح فلان ثم فصح وافصح عن كذا لخصه وافصح لى ان كنت صادقا اى بين انتهى فجعل ما سوى ذهاب الرغوة واللباء معانى مجازية وهو موافق لما فى تاج البيهقى من ان الفصاحة شيرازبان شدن وويزشدن شيراز كف وفى الصحاح والقاموس جعل جميع المعانى مستوية الاقدام فى الاستعمال ولما لم يتبين عند الشارح رحمه الله اشتراك الفصاحة فى تلك المعانى ولا كونها حقيقة ومجازا قال تنبئ عن الابانة والظهور سواء كانت معنى حقيقيا لها او مجازيا فان جميع معانيها مشعر عن الظهور وهو كاف للمناسبة بين المعنى اللغوى والاصطلاحى (قوله والظهور) عطف تفسيرى للابانة فانها تجئ لازما ومتعديا ولم يكتف بالظهور رعاية لعبارة دلائل الاعجاز وحلالها (قوله يقال الخ) استشهاد على الانباء المذكور وترك الاستشهاد بفصح اللبن مع كونه اصلا بالاتفاق لان فيما ذكره توصيفا للمتكلم والكلام بالفصاحة فهو انسب بالمفعول اليه (قوله وكلام فصيح) لم يقل رسالة فصيحة كما فى الايضاح تنبيها على ان لفظ الكلام شاع استعماله فى النثر* قال قدس سره المراد بالكلام هو المركب مطلقا* اى تاما كان او غيره لانه قد يتصف المركب الغير التام بالفصاحة بالمعنى المذكور لفصاحة الكلام فلو لم يكن داخلا فى الكلام لا يكون تعريف فصاحة الكلام مانعا لدخول فصاحة المركب الناقص فيه وفيه انا لا نسلم ان المركب الغير التام يتصف بالفصاحة فى نفسه بل اتصافه بها باعتبار ان مفرداته متصفة بها واما باعتبار التركيب فلا لانه لا استعمال له الا بطريق الجزئية للمركب التام فخلوصه عن تنافر الكلمات وضعف التأليف والتعقيد خلوص المركب التام بخلاف الكلمة فان استعمالها وان كان بطريق الجزئية ايضا الا ان خلوصها غير خلوص الكلام ولو سلم انه موصوف بالفصاحة فى نفسه لكن ادخاله فى الكلام انما يصح لو اطلقوا عليه انه كلام فصيح كما يطلقون على الرسالة والقصيدة ولم ينقل ذلك منهم هذا تحقيق ما ذكره الشارح رحمه الله فى المختصر وحينئذ لا ورود لما ذكره السيد بقوله والقول بان الكلام محمول على حقيقته باطل الخ ثم ان ادخال المركب الناقض فى الكلام يقتضى اتصافه بالبلاغة ايضا حقيقة وهو باطل اذ لم يدونوا عوارضه التى يطابق بها مقتضى الحال كتدوينهم عوارض المركب التام