ذكر الحسنة تقدير ابناء على كثرة وقوعها فيما بينهم واتساع وجودها (قوله والمقدر ان المراد الخ) اى مقدر السكاكى رحمه الله تعالى وسانقل عبارته (قوله وبهذا ظهر الخ) اى بما قلنا ان المقدر ان المراد الحسنة المطلقة ظهر فساد الوجه الذى ذكره الترمذى فى بيان كون العهد اقضى لحق البلاغة لكونه مبنيا على ارادة الحصة حيث قال جعل الحسنة المعهودة التى حقها ان يشك فيها فان الشك انما يليق بالحصة لكونها قليلة بالنسبة الى الجنس (قوله فهذا بعينه تعريف الجنس) فلا يصح جعله مقابلا له فى قوله ذهابا الى كونها معهودة او تعريف جنس (قوله وبهذا يبطل الخ) اى بما ذكرنا فى الشق الثانى من ان هذا بعينه تعريف الجنس على مذهبه يبطل ما ذكره العلامة من كون العهد اقضى لان قوله بمنزلة المعهود الحاضر فى الذهن وقوله ولا يلزم ذلك فى تعريف الجنس يدل على ان الحضور فى الذهن معتبر فى العهد غير معتبر فى الجنس عنده فلذا حكم بكون العهد اقضى منه وقد عرفت انه خلاف مذهبه والقول بان مراد العلامة ان العهد على ما اختاره اقضى من تعريف الجنس عند القوم كما اختاره السيد فى توجيه عبارة المفتاح وذكره فى الحاشية بقوله اجيب اه لا يخفى ضعفه لان العهد المقابل للجنس كما تدل عليه عبارته ليس اقضى بل اعتبار الجنس على مذهبه اقضى من اعتباره على مذهب القوم وما ذكره السيد بقوله لما كان مختاره راجعا الى العهد عبر عنه به مما لا يرضى به الطبع السليم فان قول السكاكى رحمه الله تعالى ذهابا الى كونها معهودة او تعريف جنس ينادى بكون الحسنة معهودة او جنسا لا ان تعريفها تعريف جنس مختلف باعتبار الحضور فى الذهن وعدمه والناظرون جعلوا قوله وبهذا يبطل اشارة الى قوله والمقدر ان المراد الحسنة المطلقة وحينئذ يكون الواجب تقديمه على الشق الثانى من الترديد ويكون قوله واذا جعلت الحسنة هى الواقعة الموجودة الخ تكرارا اعتذروا عن الاول بان تقديم الشق الثانى لما انه يلزم الفاصلة بين شقى الترديد بكلام طويل وعن الثانى بان اعادته ليترتب عليه قوله وحينئذ يظهر فساد ما قيل ولا يخفى ما فيه من بتر النظم وايهام خلاف المقصود ولزوم ركاكة عبارة الشرح فان نظم الكلام حينئذ ان يورد شقا الترديد متصلين ثم يقال وبما ذكرنا من ان المقدر ان المراد الحسنة المطلقة يظهر فساد ما قيل وما ذكره العلامة وما قيل (قوله انهم اذا ادعوا الخ) لا يخفى ان مجرد استحقاق الجنس لا يقتضى دخول المعهود لجواز ان يكون استحقاق الجنس لفرد غير المعهود نعم اختصاصه يقتضى دخول المعهود لكن قد عرفت سابقا ان ادعاءهم اختصاص الجنس بقولهم لنا هذه باعتبار