الشرك بانه قد حبط اعمالهم لتحقق موجبه فيهم (قوله لا معنى للتعريض بمن) لم يصدر عنهم الشرك بانه قد حبط اعمالهم لعدم صدوره منهم والحكم عليهم بانه سيحبط اعمالهم مستفاد من النص بطريق فحوى الخطاب كما فى قوله تعالى لا تقل لهما اف فان الشرك من النبى صلّى الله تعالى عليه وسلم الذى هو بمكانة من الله تعالى اذا كان موجبا للحبط كان ممن عداه موجبا له بطريق الاولى ومنه ظهر ان صيغة المضارع لا تفيد التعريض بمن صدر عنهم الشرك لان المضارع حينئذ يكون مستعملا على اصله اعنى وقوع الشرك من النبى صلّى الله تعالى عليه وسلم فى الاستقبال بطريق الفرض وهو الارتداد وترتب الحبط على الارتداد لا يفيد التعريض بمن صدر عنه الشرك ابتداء بانه قد حبط عمله بل يكون تعريضا بمن ارتد بخلاف الماضى فانه وان كان بمعنى المستقبل لكن فى التعبير بصورة الماضى ابرازا له فى صورة الحاصل تعريضا بمن صدر عنه الشرك بانه قد حبط عمله هكذا ينبغى ان يفهم هذا المقام فانه قد خفى على الناظرين (قوله فى هذا الكلام من الخفأ والضعف الخ) اما الخفأ فظاهر حيث ذهب الخلخالى الى انه تعريض بمن صدر عنه الشرك وبمن لم يصدر عنه بناء على عدم الفرق بين فحوى الخطاب والتعريض والمضارع يفيده ايضا بناء على عدم الفرق بين مفاد الماضى وتحقيق الشرك ومفاد المضارع وهو الارتداد واما الضعف فلان التعريض بمن صدر عنه الشرك يستفاد من التعبير بصيغة الماضى الدال على الوقوع صورة ولا حاجة فى ذلك الى ابراز الشرك الغير الحاصل من النبى صلّى الله تعالى عليه وسلم فى معرض الحاصل بطريق الفرض وارتكاب سوء الادب (قوله هذا التعريض) لا مطلق التعريض اذ لا يجرى ذلك فى قوله تعالى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) فان المقصود منه نسبة الحبط اليهم على وجه ابلغ (قوله لان كل من سمعه الخ) فعلى الاول المنصف بمعنى الحامل على القول بالانصاف وعلى الثانى المنصف صاحبه (قوله حالصى العداوة) مستفاد من صيغة المبالغة فان الاعداء جمع عدو (قوله تمنوا ان ترتدوا) اشارة الى ان لو مصدرية بقرينة وقوعه بعد الوداد اليه ذهب البعض كالفراء وابى على وابى البقاء وغيرهم والوداد بمعنى التمنى لان وقوع الارتداد من المؤمنين غير متوقع لهم ويجوز ان يكون بيانا لحاصل المعنى فمفعول ودوا محذوف ولو شرطية اى ودوا ارتدادكم لو تكفرون لسروا كما هو مذهب الجمهور (قوله وهو المذكور فى الكشاف) اى المفهوم مما ذكر فيه فان عبارته هكذا فان قلت كيف اورد جواب الشرط مضارعا مثله ثم قال ودوا بلفظ الماضى قلت الماضى