وان كان يجرى فى باب الشرط مجرى المضارع فى علم الاعراب قال فيه نكتة كأنه قيل ودوا قبل كل شئ كفركم وارتدادكم انتهى ولا تعرض فيها لكون ودوا جوابا للشرط لا فى السؤال لان حاصله انه كيف جاء ودوا ماضيا بعد ان اورد جواب الشرط كالشرط مضارعا كما هو الاصل سواء كان ودوا جوابا اولا ولا فى الجواب اذ خلاصته ان ودوا وان فرض كونه جاريا مجرى المضارع بان يكون معطوفا على جواب الشرط فيه نكتة وهى الدلالة على ودادتهم للكفر قبل كل شئ وانه اذا لم يكن جاريا مجراه بان يكون معطوفا على مجموع الشرط والجزاء كانت النكتة المذكورة فيه بطريق الاولى كما هو مدلول ان الوصلية وذلك لانه حينئذ لا يكون ودادتهم مقيدة بالشرط المذكور فيدل على تحققها قبل كل شئ يريدونه من مضار الدنيا والدين وانها حاصلة لهم وان لم يثقفوكم بخلاف ما اذا كان جاريا مجرى المضارع فانه حينئذ يكون بمعنى المضارع مترتبا على الشرط لكن ايراده بلفظ الماضى يشعر بكونه حاصلا لهم قبل زمان التكلم وايراد الشرط والجزاء المذكورين بلفظ المضارع يدل على حصولهما بعد زمان التكلم فيكون فى لفظ الماضى دلالة على قبلية ودادتهم للكفر من كل مضرة يريدونها وانها حاصلة لهم وان لم يثقفوكم ولا شك ان الدلالة على تقدير عدم الاجراء اظهر لكون الماضى مستعملا فى معناه بخلافها على تقدير الاجراء فان الدلالة حينئذ بمجرد التعبير بلفظ الماضى وما ذكرنا من توجيه عبارة الكشاف مصرح به فى تفسير القاضى حيث قال ومجيئه وحده بلفظ الماضى للاشعار بانهم ودوا ذلك قبل كل شئ وان ودادتهم حاصلة وان لم يثقفوكم وبما حررنا ظهر وجه تخصيص الشارح رحمه الله تعالى قوله فان قلت اذا عطف على جواب الشرط الخ بالوجه المذكور فى المفتاح ولم يتعرض لوروده على وجه الكشاف لانه لم يتعرض لكونه معطوفا على جواب الشرط ثم ان ودادتهم للكفر اذا كان قبل كل ما يريدونه كان لزومها للظفر اوضح بالنسبة الى العداوة والبسط فيؤل وجه الكشاف الى وجه المفتاح فلذا قال الشارح رحمه الله تعالى فى شرحه وهذا حاصل ما ذكره صاحب الكشاف (قوله ان لزوم الخ) يعنى ان الماضى اذا وقع جزاء وان كان بمعنى المضارع لكن التعبير بلفظ الماضى يشعر بتحقق مفهومه ولا شك ان التعليق بالشرط الذى هو على خطر الوجود ينافى ارادته فليحمل على تحقق لزومه للشرط بقرينة وقوعه جزاء وقال السيد فى شرحه للمفتاح انما دل الماضى على تحقق اللزوم لان الجزاء معلق بالشرط فمعناه اذا وقع جزاء بتحقق مفهومه جزما على تقدير الشرط وفيه انه يتوقف على اعتبار المضى