ان الفرق بين زيد اخوك واخوك زيد اذا قصد العهد الذهنى بانه يصح فى الاول دون الثانى واما اذا قصد به الجنس او الاستغراق مبالغة بادعاء انه الجنس كله او كل الافراد فلا فرق بينهما كما لا فرق بينهما فى المعرف باللام* قال قدس سره وجوابه ان من فى السؤال الخ* لا يخفى ان تقرير السؤال على مذهب سيبويه لا يناسب قوله اذا بلغك ان انسانا من اهل بلدك تاب فانه ينادى بان الغرض الحكم على النائب بمعين كانه يسأل هل التائب زيدا وعمرو والجواب حينئذ التائب زيذ وانما يناسب التقرير المذكور كون السامع طالبا للحكم على معين بالنائب وحينئذ الجواب زيد التائب فالنظر غير مندفع والتحقيق ان السامع بعد علمه بان انسانا من اهل بلدك تاب سؤاله بمن هو سؤال عن تعيين ذلك التائب سواء كان من مبتدأ او خبرا واذا (٧) اختلفوا فى جواز الامرين ولو كان المعنى مختلفا لما صح ذلك ويؤيد ذلك انه لا فرق بينهما فى الترجمة الفارسية بان يقال كيست آن تائب وآن تائب كيست وانه يجوز ان يقال فى جوابه زيد التائب والتائب زيد لافادة كل منهما تعيين التائب قال الله تعالى (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) وقال الله تعالى (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) وقال الله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) فانها من قبيل التائب زيد وقال تعالى (مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ) وقال تعالى (مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) قل الله يكلؤكم وقال تعالى (مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) فانها من قبيل زيد التائب وقال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) وقال تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ) محتملا للتقديرين وانما اختار صاحب الكشاف زيد التائب لموافقته لقوله تعالى (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ولانه اكثر وقوعا فى القرآن ولان الاصل ان تجعل الذات مبتدأ والوصف خبر الا لانه لا يجوز فى جوابه التائب زيد وكلام صاحب المفتاح يشير الى اختيار التائب زيد لان المناسب لطلب التعيين ان يجعل ما يفيده خبر او بما ذكرنا ظهر ان ما شرحه للمفتاح من ان الكلام فى ان السامع اذا علم ان احدا اثنى عليه او ان احدا حصل له الانطلاق فقال من الذى اثنى على او من المنطلق طالبا لتعيينه فالذى يصلح للجواب عنه هو زيد الذى اثنى عليك وزيد المنطلق ام الذى اثنى عليك زيد والمنطلق زيد وكلام المصنف رحمه الله يميل الى الثانى وقد صرح جار الله وعبد القاهر بخلافه واتفقا على انه اذا بلغك ان انسانا من اهل بلدك تاب ثم استخبرت من هو فجوابه زيد التائب محل نظ الا ان يقال
__________________
(٧) حكمو بجواز الخ نسخه