الاحتمالين فليكن الكلام مفيدا لكلا القصرين وقوله فيما ذا يتميز احدهما عن الاخر ان اراد عدم التمييز من حيث المفهوم او من حيث الدلالة فظاهر البطلان لان المفهومين متميزان والدال عليهما التعريفان وان اراد عدم تميز احدهما عن الآخر اذا كان مراد المتكلم احدهما واورد المبتدأ والخبر كليهما معرفا باللام فنقول انه مفوض الى القرائن كسائر المجملات فلا وجه لهذا الاستفسار* قال قدس سره هناك قصر المبتدأ على الخبر اظهر الخ* لا يخفى انه يصح ذلك فيما اذا كان المبتدأ اعم من الخبر كقولنا الناس العلماء واما اذا كان الخبر اعم كما فى قولنا العلماء الناس فلا اذ لا وجه لقصر الخاص على العام فلا وجه لجعله مقابلا لقوله وقيل الخ والصواب ان يقال انه اذا كان احدهما اعم فهو المقصور وان كان بينهما عموم من وجه يفوض الى القرائن وان لم توجد قرينة فالاظهر قصر المبتدأ على الخبر* قال قدس سره لان المعنى ان كل توكل على الله* لا يخفى على المنصف ان من يقول التوكل على الله لا يقصد العموم فى افراد التوكل والاحاطة بل يقصد ان حقيقة التوكل ومفهومه على الله تعالى مع قطع النظر عن وجوده فى كل الافراد او بعض منها* قال قدس سره بدلالة اللام على الاختصاص الخ* فى المغنى للام الجارة احد وعشرون معنى احدها الاستحقاق وهى الواقعة بين معنى وذات نحو الحمد لله والعزة لله والملك لله ونحو ويل للمطففين ولهم فى الدنيا خزى ومنه وللكافرين النار اى عذابها والثانى الاختصاص نحو الجنة للمتقين وهذا الحصير للمسجد والسرج للدابة الخ فلم يجعل اللام فى الحمد لله للاختصاص بمعنى القصر بل للاستحقاق وهو الاظهر حيث يفيد قصر استحقاق الحمد على الله تعالى وانه لا استحقاق لغيره* قال قدس سره ونحن بما قررناه لك الخ* قد عرفت حال ما قرره وما قرره الشارح رحمه الله تعالى (قوله ليس معناه الخ) الفرق بين المعنيين ان المقصود فى الاول كمال المحبوبية بتنزيل محبوبية كل ما سواه منزلة العدم وفى الثانى كمال محبة المتكلم بتنزيل كل محبة متعلقة بما سواه منزلة العدم ولا شك انه ليس المقصود بهذا الكلام بيان كمال المحبوبية او كمال المحبة انما المقصود قصر محبته عليه وانه ليس لغيره نصيب منها ودقة هذا المعنى ليس لان ههنا قصر الجنس المخصوص كما توهمه السيد بل لان المتعارف فى قصر الجنس انه لا يوجد فرد منه فى غير المقصور عليه لا انه لا يوجد جزء منه فى غيره وانه ذكر المحبة مطلقا واراد محبة نفسه خوفا من الرقباء (قوله مثل زيد المنطلق) فى ارادة العهد الا انه فى انت الحبيب نوعى ولذا كان اللام للجنس وفى زيد المنطلق شخصى (وقوله وبهذا سقط الخ) لكون كل واحد