الفساد واما الفساد الاول فغير مندفع اذ لا معنى لقولنا يجعل الظرف فى التقدير فعلا (قوله على ما مر فى ضمير الفصل) من ان الباء داخلة على المقصور وهو الاستعمال العربى الشائع (قوله ان عدم الغول الخ) اعتبر الاتصاف او متابعة لصاحب المفتاح فى قوله تعالى (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي) ليظهر كونه من قصر الموصوف على الصفة ثم عطف الحصول عليه اشارة الى ان المقدر هو الفعل العام لا الاتصاف اذ لا قرينة عليه واعتبر القصر بالنسبة الى الاتصاف والحصول لانه المقصود من القصر على المتصف والحاصل ومعنى الاتصاف بفى خمور الجنة الاتصاف بظرفية خمور الجنة لها فلا حاجة الى ان يقال معناه على الاتصاف بكونها فى خمور الجنة مع ابهامه ان القصر على الاتصاف بالحصول لا على نفس الحصول ثم اعلم ان كلمة لا ههنا لنفى الجنس ولوقوع الفصل بينه وبين الاسم بالخبر وجب الرفع والتكرير فالقضية سالبة ومقصود الشارح رحمه الله تعالى من اعتبار السلب فى جانب الموضوع والمحمول ان النفى متوجه الى الحكم فالنفى مقيد بالقصر وليس متوجها الى القيد حتى يكون لنفى القصر وهذا كما اعتبر فيما سيجئ من قوله بناء على اختصاص عدم الريب بالقرأن لا ان القضية معدولة حتى يرد عليه ان لا التبرئة موضوعة لنفى الخبر عن المبتدأ لا لنفى احدهما فى نفسه وان كلمة لا اذا كانت جزأ من الموضوع لا يصح الفصل بينهما بقوله فيها وانه قد صرح فى بحث المساواة بان تقديم الخبر فى مثل فى الدار رجل لا يفيد الاختصاص لكونه مصححا لوقوع النكرة مبتدأ ولا شك انه اذا كان قوله تعالى (لا فِيها غَوْلٌ) معدولة كان تقديم الخبر فيه مصححا فلا يكون مفيدا للاختصاص بخلاف ما ذا كان سالبة فان المصحح حينئذ وقوعه فى سياق النفى والتقديم للاختصاص وبما حررنا ظهر اندفاع ما ذكره السيد لان القضية سالبة والمقصود قصر نفى الغول على الكول فى خمور الجنة فالغو مسلم الثبوت والنزاع فى محله فالمخاطب يعتقد محلية خمور الجنة له والمتكلم ينفيه وكونه مستلزما للمعدولة لا ينافى ذلك فان السالبة والمعدولة متلازمتان عند وجود الموضوع الا انه فرق بينهما فى الاستعمال فيستعمل لا فيها غول اذا كان النزاع فى محلية الغول وفيها لا غول اذا كان النزاع فى محلية عدم القول كما فى ما انا قلت وانا ما قلت فلا يبطل الفرق الذى بينه الشارح رحمه الله فيما مر (قوله وبهذا يظهر الخ) لان القصر اضافى لا حقيقى حتى يرد عليه ما ذكره (قوله ليس على معنى الخ) لان الخطاب فى لكم لكفار مخصوصين ودينهم يتجاوز الى ما سواهم من الكفار وكذا دين النبى عليه السّلام يتجاوز عنه الى المؤمنين