(قوله مما يقود الى نسبة الجهل الخ) اى يوهم نسبة الجهل والعجز الى الله تعالى ولذا لم يقل يوجب نسبة الجهل والعجز الى الله تعالى فاندفع ما قيل يجوز ان يعلم الفصيح ويقدر على اتيانه ومع ذلك لم يأت به لحكمة خفية لا نطلع عليها (قوله غير ظاهرة الدلالة الخ) اللفظ قد يكون ظاهر الدلالة على المعنى ولا يكون مأنوس الاستعمال كودع وذر وقد يكون بالعكس كغريب القرآن والحديث فانه مأنوس الاستعمال فما قيل ان كل واحد منهما يستلزم الآخر والمقصود نصب علامتين على الغرابة ليس بشئ ولفظ غير بمعنى لا بقرينة عطف ولا مأنوسة الاستعمال فالتركيب من قبيل قوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (قوله على المعنى) اى الموضوع له فلا يرد المتشابه والمجمل والمشكل لانها غير ظاهرة الدلالة على المراد (قوله ولا مأنوسة الاستعمال) (٣) اى استعمال العرب العرباء فلا يرد غريب القرآن والحديث لكونه مستعملا عندهم كما سيجئ (قوله فمنه ما يحتاج الخ) وهذا القسم من الغرابة يكون فى الجوامد والمصادر والمشتقات باعتبار موادها والقسم الثانى يكون فى المشتقات باعتبار هيئاتها ووجه الانحصار ان اللفظ بجوهره وهيئته يدل على المعنى فعدم ظهور دلالته اما باعتبار جوهره فيحتاج الى التنقير او باعتبار هيئته فيحتاج الى التخريج (قوله فهاجت به مرة) اى ثارت الصفراء به فاغمى عليه فوثب مجتمعين عليه قوم يعصرون ابهامه ليزول عنه ذلك ويأذنون فى اذنه ليعلم انه حى او ميت فافلت من الافلاب وهو الخروج (قوله اى شعرا اسود الخ) ففا حما للنسبة كلابن وتامر نسبة المشبه الى المشبه به (قوله اى كالسيف السريجى الخ) فمعنى مسرجا المجعول سيفا سريجيا او سراجا بدعوى الاتحاد بين المشبه والمشبه به وصيغة التفعيل للجعل كفرحته او المنسوب (٧) اليهما نسبة المشبه الى المشبه به كتممته ولا يخفى بعدهما وقيل الصائر كالسريجى او كالسراج او سريجا او سراجا او ذا سريجى او ذا سراج على ان يكون صيغة التفعيل لصيرورة الفاعل كاصله كقوس الرجل او اصله كعجزت المرأة او ذا اصله كورّق الشجر وفيه انه يجب ان يكون (٩) مسرجا على صيغة اسم الفاعل والقول بانه مصدر ميمى بمعنى اسم الفاعل ليس بشئ لانه اذا لم يجئ منه صيغة اسم المفعول كيف يجئ المصدر منه على وزنه وكذا القول بانه يجوز ان يكون هذا وجه البعد ايضا لانه حينئذ لا يكون صحيحا لا بعيدا (قوله وهذا) اى المعنى الثانى قريب من هذا القول لان البريق واللمعان موجب للحسن مطردا بخلاف الدقة والاستواء فانه قد يوجبه وقد لا يوجبه والمقصود ترجيح النخريج الثانى بانه قريب من استعمال سرج بمعنى حسن بخلاف الاول وقيل معناه ان اخذ المسرج من السراج كاخذ
__________________
(٣) ونحن نقول المراد بعدم انس الاستعمال عدم انسه عند الخلص الذينهم الفصحاء كما صرح به العصام فحينئذ لانم عدم انس انواع الخفى التى خفى مرادها بعارض عندهم ولا نم ايضا عدم ظهور معناها عندهم كالسارق فانه لاخفاء فى ان معناه من يأخذ الشئ خفية وانما الخفى فى ان الطرار والنباش يدخلان فى حكمه ام لا ومثل الاطهار فانه لا خفاء فى ان معناه الطهارة الكاملة فى ظاهر البدن وانما الخفى فى ان داخل الفم منه ظاهر البدن فيجب غسله فى الغسل ام لا وكل انواع الخفى هكذا يفهم معناه والخفاء لعارض ومن له ادنى تدرب فى علم الاصول يقف على صدق هذا المقول (لمحرره الفقير قبريسى الحاج محمد حسيب
(٧) على ان يكون صيغة التفعيل لنسبة الشئ كتممته اى نسبته الى بنى تميم وفسقته اى نسبته الى الفسق
(٩) بناء على ان سرج على الوجوه الثلاثة لازم والجواب ان القائل اراد بالصائر صيرورة الا يرى انهم صرحوا بان قولك ان عذابك بالكفار ملحق من باب النسبة م