القصر نحو الله يبسط الرزق وقد سبق تفصيله (قوله انا كفيت مهمك الخ) اذا قدر ان اصله كفيت انا مهمك واما اذا لم يقدر فهو يفيد التقوى وكذا فى ما انا تميمى اذا قدر ان اصله ما تميمى انا فى شرح المفتاح الشريفى فى بحث تقديم المسند اليه فان قلت شرط التخصيص عند السكاكى رحمه الله ان يكون المقدم بحيث اذا اخر كان فاعلا معنويا وذلك لا يتصور فى ما انت علينا بعزيز قلنا الصفة بعد النفى تستقل مع فاعلها كلاما فجاز ان يقال ما عزيز انت على ان يكون انت تأكيدا للمستتر ثم بقدم وتدخل الباء على عزيز بعد تقديم انت وجعله مبتدأ فما قيل ان ههنا اشكالا وهو انه كيف يحكم بان حق المسند اليه فى انا كفيت مهمك التأخير دون انا تميمى كلام منشأه قلة التدبر فان السكاكى رحمه الله لا يقول بالقصر فى انا كفيت مهمك مطلقا بل اذ قدر ان اصله كفيت انا مهمك (قوله حكما مشوبا بصواب وخطأ) اى حكم واحد صواب من وجه وخطأ من وجه فان فى قصر الافراد حكما واحدا صواب فى بعض خطأ فى بعض وفى قصر القلب العكس صواب باعتبار اطلاق لازم له خطأ باعتبار تعينه وفى قصر التعيين صواب باعتبار اطلاق لازم له وخطأ باعتبار تجويز كل منهما على التساوى وليس المراد ان هناك حكمين احدهما صواب والاخر خطأ حتى يرد ما اورده السيد من ان التجويز ان كان بمعنى الشك والتردد فهو ليس بحكم فكيف يوصف بالخطأ فان ذلك انما يلزم لو اراد الشارح رحمه الله ان التجويز خطأ بل اراد ان الحكم الذى اعتقده المخاطب باعتبار الاطلاق صواب وذلك الحكم باعتبار التردد والتجويز خطأ فتدبر وعبارة شرحه للمفتاح صريح فيما ذكرنا (قوله بالفحوى) فى القاموس فحوى الكلام معناه ومذهبه فى شرحه للمفتاح دلالة التقديم على التخصيص بوساطة مدلول الكلام ومفهومه الخطابى وحكم الذوق اى القوة المدركة لخواص التراكيب والطائف اعتبارات البلغاء بافادته التخصيص من غير وضع لذلك وجزم عقل بذلك حتى ان لم يكن له هذا مع كمال قوته الادراكية والتسابق الى المعانى العقلية ربما يناقش فى ذلك ولهذا قال ابن الحاجب ان التقديم فى الله احد للاهتمال وما يقال انه للحصر لا دليل عليه* قال قدس سره هذه الثلاثة الخ* دفع لما يتوهم من انه اذا كان دلالتها بالوضع لم يكن البحث عنها من وظيفة هذا العلم لانه باحث عن الخصوصيات والمزايا الزائدة على المعانى الوضعية (قوله لمعان تفيد القصر) اى يجزم العقل عند ملاحظة معانيها بذلك (قوله بعض النحاة) اى الشيخ الرضى (قوله لا التى لنفى الجنس) فمعنى زيد شاعر لا غير لا غير زيد شاعرا فيعود الى النفى والاستثناء كذا فى شرحه للمفتاح فما فى كلام بعض الناظرين