الرسول (قوله ولم يجوز النصب) مع ان مقتضى القاعدة جواز النصب لكون المستثنى منه مذكورا يعنى انما لم يجوز النصب لان المستثنى منه فيه فى حكم غير المذكور لعدم جواز اظهاره وانصراف العامل نظرا الى الظاهر حيث اعرب باعراب المستثنى منه فعلى هذا التوجيه معنى قوله نظرا الى ظاهر اللفظ ان ظاهر اللفظ يدل على سقوط المستثنى منه وان كان فى التحقيق ثابتا (قوله فى جنسه) اى فى كونه جنسه لان المستثنى منه من جنس المستثنى لا امر مشارك له فى جنسه (قوله بل المراد الخ) وهو ان يكون مع ذلك مما ينساق اليه الفهم بملاحظة المستثنى (قوله واعلم انه قد يقع الخ) يعنى ان الاصل ان يقع بعد الا الاسم وقد يقع بعدها الجملة لكن بشرط ان يكون الاستثناء مفرغا وذلك لانه حينئذ يكون الا ملغاة عن العمل على قول وعن التوصل بها الى العمل على قول فلنكسر شدتها فيسهل دفعها عن اقتضائها الاسم والا كثر ان يليها الفعل المضارع لمشابهته الاسم كما تدل عليه الامثلة (قوله ما يقع الخ) وذلك اذا كان ما قبله ماضيا منفيا (قوله مجردا عن قد الخ) اى لفظا او تقديرا مع انه لا بد للماضى المثبت من قد وانما قال كثيرا لانه يجئ مع قد والواو نحو ما اتيته الا وقد اتانى ويجئ مع الواو فقط نحو ما اتيته الا واتانى كل منهما بالنظر الى اصله وهو الحالية ولا يجوز الاقتصار على قد لانه ان نظر الى مشابهته الجزاء فهو لا يتجرد عن الفاء ذا كان مع قد وان نظر الى حاليته فليس فيه الواو الذى هو الرابط المطرد فى هذا الحال لكونه غير مقترن مضمونه بمضمون عامله وكونه منفصلا عن عامله بالا فاستظهر ربطه بالواو الذى هو اصل فى الربط (قوله وذلك) اى وقوع الماضى بدون قد والواو حالا (قوله فاشبه الشرط والجزاء) لان هذا المعنى اى لزوم تعقيب مضمون ما بعد الا لما قبلها معنى الشرط والجزاء فى الاغلب وانما قلنا فى الاغلب لانه قد لا يكون تعقيب هناك نحو ان كان هناك نار كان هناك احتراق واذا كان مشابها للشرط والجزاء يعامل معاملة الشرط من التجرد عن قد والواو لعدم قصد المقارنة مع العامل بل التعقيب فلا حاجة الى ما يقرب الماضى الى الحال ولا الى ما يربط لان الجزاء مرتبط بالشرط بنفسه (قوله وهذا الحال) اى الحال الذى قصد به لزوم تعقيب ما بعد الا لما قبلها مما لا يقارن مضمونه مضمون عامله لان التعقيب ينافى المقارنة فوقوعه حالا على تأويل العزم ليحصل المقارنة (قوله والتقدير الخ) وبهذا التقدير يندفع اشكال مشهور من ان ظاهر الحديث يدل على انه لا يأس للشيطان من الاغواء قط اى ابدا الا فى زمان الاتيان من النساء والمقصود انه لا يأس له فى تلك الحالة اصلا لان منشأ ذلك