هل بالفعلية لكونها فى الاصل بمعنى قد (قوله فبينهما) اى بين هل وام (قوله اى هل ضربت زيدا ضربت) فلا يكون هناك تقديم حتى يستدعى التصديق بحصول نفس الفعل (قوله لكنه يقبح) لقبح احتمال عدم التقديم لا لكونه خلاف الغالب (قوله سوى ان الغالب الخ) اذ كون التقديم لغير التخصيص ليس بقبيح فلم يكن قبحه الا لاجل كونه على خلاف الغالب فيلزم ان يكون كل تقديم لغير التخصيص قبيحا فذكر قوله وجه الحبيب التمنى على سبيل التمثيل (قوله من ان اعتبار التقديم الى آخره) يعنى ان هل والهمزة انما يدخلان على الجملة الخبرية فلا بد من صحتها قبل دخول هل ورجل عرف لا يصح بدون اعتبار التقديم والتأخير لعدم مصحح الابتدائية سواها واذا اعتبر التقديم والتأخير كان الكلام مفيد الحصول التصديق بنفس الفعل فلا يصح دخول هل عليه بخلاف الهمزة فانها لطلب التصور فلا ينافى التصديق الحاصل بنفس الفعل بسبب التقديم هذا اعتبار اهل المعانى الباحث عن الخواص والمزايا وما فى الرضى من انه يصح ارجل فى الدار وهل رجل فى الدار لوقوع النكرة فى حيز الاستفهام فكلام ظاهرى واعتبار النحاة الباحثين عن صحة الالفاظ ولا يلزم تطابق الاصطلاحين عند اختلاف الاغراض (قوله وهى تخصص المضارع بالاستقبال) وليس من الحروف المغيرة لمعنى الفعل لانها فى الاصل بمعنى قد وهى لا تغير فلا يرد ما قيل انه لو كان مخصصا بحسب الوضع لكان مخصصا للماضى بالاستقبال مع انه ليس كذلك قال الله تعالى (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا) (قوله وهو اخوك) قبل المراد بالاخوة الصداقة لا الاخوة الحقيقية والا لكان الجملة الاسمية حالا مؤكدة فلم يجز دخول الواو عليها كما تقرر فى النحو انتهى وهو سهو فان الحال المؤكدة ما يكون مؤكدة لمضمون جملة وهى ما لا يكون الاسما غير حدث نص عليه فى الرضى (قوله بمعنى انه لا ينبغى) يعنى اراد به انكار توبيخ لا انكار تكذيب وسيجئ ان الانكار يكون لمعنيين (قوله لعدم المقارنة الخ) هذا مبنى على عدم الفرق بين الحال الذى هو قيد للعامل وبين الحال الذى هو الزمان المخصوص (قوله فهم منه الخ) لعل منشأ فهمه انه فهم من الجملة الحالية الواقعة فى قول النحاة الجملة التى وقعت الحال قيدا لها مع ان مرادهم الجملة التى ومعت حالا (قوله وهو ينادى الخ) لانه يدل على وجوب تجريد الجملة الحالية لا على تجريد الفعل المقيد بالحال (قوله لكون هل الخ) يعنى ان الباء داخلة على المقصور كما انها فى قوله وتخصيصها المضارع بالاستقبال داخلة على المقصور عليه فقد جمع العبارتان استعمالى التخصيص (قوله مزيد اختصاص) اى ارتباط اذ الاختصاص لا يقبل الزيادة