فى النظم فمما لا يفوه به عاقل لان انحصار موجب التعقيد فى الخللين يقتضى دخول الاجتماع المذكور فى خلل النظم سواء كان قوله لخلل داخلا فى التعريف اولا (قوله بان لا يكون ترتيب الالفاظ الخ) اشارة الى ان المراد بالنظم ترتيب الالفاظ على وفق ترتيب المعانى فى الذهن لا ما ذكر سابقا من كون الالفاظ مرتبة المعانى متناسقة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل فان النظم حينئذ شامل لرعاية علم المعانى والبيان والخلل فيه يشمل لتعقيد المعنوى والخطأ فى تأدية المعنى (قوله بسبب تقديم (٦) او تأخير) ذكرهما اشارة الى كون كل منهما مستقلا بالاخلال وان كان كل منهما مستلزما للآخر (قوله يجوز ان الخ) لكون كل واحد منها خلاف الاولى والاصل (قوله فذكر ضعف التأليف الخ) كما زعمه الخلخالى فان بينهما عموما من وجه فيوجد الضعف بدون التعقيد فى نحو جاءنى احمد بالتنوين ويوجد التعقيد بدون الضعف فى صورة اجتماع امور كل منها شائع الاستعمال ويجتمعان كما فى بيت الفرزدق (قوله اى ليس مثله الخ) يعنى ان ترتيب الالفاظ على وفق ترتيب المعانى هكذا (قوله الا ابن اخته) فمماثلة المملك مع الممدوح جاء من قبله بحكم ولد الحلال يتبع الخال (قوله يظهر بالتأمل الخ) نقل عنه لان الغرض (٩) نفى ان يماثله احد ويقاربه وهذا يفيد نفى ان يكون المماثل له حيا يقاربه او بالعكس وهذا فى الظاهر متدافع لاقتضائه وجود المماثل والمقارب مع عدمه ويفتقر الى ان يقال هذا السلب بناء على عدم المحكوم عليه وكفى بهذا قلقا انتهى اى ما قيل يفيد على التوجيه الاول نفى المقارب عن المماثل ونفى المماثل عن المقارب على الثانى وذلك ليس بمقصود ولا مستلزم له وهذا المفاد متدافع لاقتضائه وجود المماثل والمقارب بناء على ان مفاد كلمة ما نفى الحكم لا نفى المحكوم عليه سواء كان انتفاؤه بانتقاء الموصوف والصفة معا او بانتفاء الصفة او بانتفاء الموصوف واقتضائه عدم وجود المماثل على التوجيه الاول لان الحكم بانتفاء المقارب يستلزم الحكم بانتفاء المماثل بالطريق الاولى وعدم وجود المقارب على التوجيه الثانى ليصح استثناء مملكا عن يقاربه وليس مبنى التدافع كون المقاربة بمعنى المماثلة كما ذهب اليه الناظرون فانه مع كونه غير صحيح فى نفسه تأبى عنه عبارة الشارح حيث عطف يقاربه على يماثله وعطف المقارب على المماثل وما قيل (٧) انه لو لم تكن المقاربة بمعنى المماثلة لم يصح الاستثناء لانه يستلزم ان يكون المملك مماثلا غير مقارب ومقاربا غير مماثل فانما يتجه لو كان مملكا مستثنى من الحكم المستفاد من قوله وما مثله حىّ يقاربه اما اذا كان
__________________
(٦) المراد بتقديم اللفظ تقديمه عن محل الاصلى الذى يقتضيه ترتيب المعانى وتأخيره عن ذلك المحل وهما لا يجتمعان قطعا فليس احدهما مغنيا عن الآخر على ان التأخير من لوازم التقديم (حسن چلبى
(٩) غرض الشاعر الفرزدق من ايراد هذا البيت نفى انه يماثله الخ م
(٧) حيث قال ربما يناقش فيه بان المقارب من الشئ ما يكون قريبا منه لا ما يكون مثله فلا قلق فى التوجيهين لصحة نفى المقارب عن المماثل وعكسه ويجاب بان الاستثناء لا يصح حينئذ لاقتضائه ان يكون المملك مماثلا ومقاربا غير مماثل على انه لا شبهة فى ان المقصود نفى المماثل للممدوح ونفى المماثل عن المقارب وعكسه لا يفيد من هذا المقصود شيئا هذا (انتهى كلام حسن چلبى بعينه)