فى الجملة الثانية من زيادة التفصيل او الايضاح او التقرير ما ليس فى الاولى وان اتحدتا فى المعنى وبهذا يتميز عن بدل البعض والاشتمال وتلك الزيادة توجب الاعتناء بشانها واستيناف القصد بها فينزل الثانية منزلة بدل الكل ولذا قال الشارح رحمه الله تعالى فى شرح المفتاح وتبعه السيد ان الجملة الثانية فى قوله تعالى (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) يشبه ان يكون بدل الكل من الكل الا ان اتحادهما فى المعنى يقوى جانب التأكيد (قوله والمقام يقتضى اعتناء بشانه) اى بشان التنبيه المذكور (قوله لكونه مطلوبا فى نفسه) لان ايقاظهم عن سنة غفلتهم عنها مطلوب فى نفسه فانه مبدأ كل خير (قوله او ذريعة الى غيره) اى التقوى المذكور قبله بقوله (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) بان يعلموا بذلك التنبيه ان من قدر ان يتفضل بهذه النعمة فهو قادر على الثواب والعقاب فاتقوه ومن لم يفهم جعل الضميرين المجرورين راجعين الى نعم الله تعالى بتأويل المذكور وفسر النعم المطلوبة فى نفسه بالاكل والشرب والذريعة بما يتوسل به اليهما وكلمة او للتعميم (قوله فان المراد الخ) بقرينة لو له والافكن فى السر والجهر مسلما كما سيجئ والا فمعناه الحقيقى طلب الرحلة ثم ان دلالته على اظهار الكراهة بتلك القرينة ظاهرة واما دلالته على كمال اظهار الكراهة للم ببينه الشارح رحمه الله تعالى ههنا لادعائه الظهور حيث قال فى شرح المفتاح كون المقصود من ارحل كمال اظهار كراهة اقامته مما لا يشتبه على من له ادنى معرفة الكلام وقال السيد فى شرحه وذلك ان الرجل اذا كره اقامة من يصاحبه لمخالفة سره عليه ربما رمز الى كراهته رمزة خفية وربما ارسله فيما لا يعنيه فاذا قال له رحل فقد كمل اظهار الكراهة لانه يدل على ارادة الارتحال المستلزم لكمال الكراهة انتهى وعلى هذا الوجه يكون فى لا تفم مع قطع النظر عن التأكيد دلالة على كمال اظهار الكراهة ايضا لانها اقوى من دلالة الرمز والارسال الا ان دلالة ارحل على كمال اظهار الكراهة التزامية ودلالة لا تتم عليه مطابقية فيكون وفى بتأدية المراد من ارحل من وجهين هذا الوجه ووجه اشتماله على التأكيد دون ارحل وهذا ما اختاره فى شرح المفتاح لكون عبارته صريحة فى ذلك حيث وقع فيه فصل لا تقيمن من ارحل لقصد البدل لان المقصود من كلامه هذا كمال اظهار الكراهة لاقامته بسبب خلاف سره العلن وقوله لا تقيمن عندنا او فى بتأدية هذا المقصود من ارحل لدلالة ذلك عليه بالتضمن مع التجرد عن التأكيد ودلالة هذا عليه بالمطابقة مع التأكيد فانه صريح فى ان لا تقيمن او فى من وجهين الدلالة بالمطابقة وكونه مشتملا على التأكيد ويمكن ان يقال ان دلالة ارحل على كمال