محتجين فى ذلك بان ابراهيم عليه الصلاة والسّلام استغفر لابيه على ما فى الكشاف فالآية الاولى منع لهم عن استغفار الآباء والاقربين والثانية جواب لتمسكهم باستغفار ابراهيم عليه الصلاة والسّلام عطفت احديهما على الاخرى للتناسب وليست جوابا عن سؤال نشأ من الآية الاولى وكذا ما قيل فى جوابه من ان الواو للاستيناف فانه لم يعهد دخول الواو على الجملة المستأنفة البيانية اعنى جواب السؤل انما تدخل على قلة على المستأنفة النحوية اعنى الجملة الابتدائية وكذا ما قيل فى الجواب ان المعتبر فى صورة الاستيناف التردد فى حال المسؤل عنه بان حاله كذا ام لا والغرض من السؤال فى الآية الكريمة ونظائرها النقض فليس من صورة الاستيناف والفرق واضح فان المطلوب فى الاول بيان ما اجمل فيعتبر كمال الاتصال الموجب للفصل وفى الثانى دفع ما اورده فكان كل واحد مما يؤدى اليه الغرض من السؤل والجواب فى طرف وكان المقام مقام وصل يقتضى المناسبة من وجه والمغايرة من وجه آخر ليس بشئ لانه على تقدير ان يكون الذين يؤمنون الآية استينافا يكون جوابا لقوله ما بال المتقين هذا الكتاب هدى لهم مع انه ليس فيه تردد فى حال المسؤل عنه بان حاله كذا ام كذا* قال قدس سره والاختلاف* خبر او انشاء من عطف الخاص على العام لبيان جهة كمال الانقطاع وذلك الاختلاف فى الاغلب فانهما قد يكونان انشائين كما اذا قيل اضرب زيدا لمن قال من اضرب* قال قدس سره وادراكه ان الكلام الخ* حيث اورد الجواب قبل ان يسأل* قال قدس سره وعدم تنبهه الخ* حيث لم يورد السؤال بعد القاء المتكلم الجملة التى هى منشأ السؤال (قوله لان كون الجملة الاولى الخ) فيه خفاء لان مجرد كونها منشأ السؤال لا يوجب شبهة الاتصال بالجواب الا اذا لوحظ ان المتصل بالمتصل بالشئ متصل بذلك الشئ وهذا انما يتم اذا كان جهتا الاتصال واحدة والا فيجوز ان يكون كالمنقطعة عنه بناء على تباين جهتى الاتصال فلا بد من تنزيلها منزلة السؤال ليكون كالمتصلة والسكاكى رحمه الله تعالى انما لم يعتبر التنزيل لانه جعل الحالة المقتضية للقطع نوعين احدهما عدم قصد اشتراك الثانى فى حكم الاول والثانى ان يكون الكلام السابق بفحواه كالمورد للسؤال فيقطع الثانى عنه ليكون دليلا على تقدير السؤال وجعله كالمحقق ولو اورد الواو لم يكن شئ دليلا على تقدير السؤال واعتباره ولم يعتبر فيه كون الثانى كالمتصل بالاول حتى يحتاج الى اعتبار التنزيل ومن هذا ظهر ان ما نقله من الكشاف ليس مؤيدا لما ادعاه من كفاية كونها منشأ للسؤال فى كونها كالمتصلة لانه لا يدل الا على تقدير السؤال ولا دلالة على جعله له بهذا الاعتبار