من البكاء مطلقا من غير اعتبار شئ آخر معه واخطأ لان الجمود خلو العين من البكاء فى حال ارادة البكاء منها فلا يكون كناية عن المسرة وانما يكون كناية عن البخل انتهى يستفاد منه ان هذه الكناية خطأ بناء على انه ظن معنى الجمود ما ليس معناه وانه بمعناه لا ينتقل منه الى المسرة اصلا وانما ينتقل منه الى البخل فالبيت مثال للخلل فى الانتقال لا للتعقيد لاجله لانه لا انتقال فيه الى المراد اصلا لا انه غير ظاهر فالمراد بقول الشارح رحمه الله ولكنه اخطأ الخطأ فى نفس الامر باعتقاد المصنف رحمه الله لا الخطأ فى نظر البلغاء لاشتمالها على التعقيد على ما وهم لعدم مساعدة الدليل وعدم مطابقته لما فى الايضاح ثم الشارح رحمه الله بعد نقل كلام المصنف رحمه الله على غره اورد عليه انا لا نسلم انه لا انتقال فيه اصلا حتى يكون خطأ لم لا يجوز ان يكون الجمود مستعملا فى مطلق الخلو كناية عن المسرة لكونه تابعا لها عادة وان كان ينفك عنها فى بعض الاحيان واجاب بان هذا التوجيه يصحح الكلام ويخرجه عن بطلان ارادة المسرة عن الجمود ولا يخرجه عن التعقيد المعنوى لخفأ القرينة الدالة على انه مستعمل فى مطلق الخلو وخفا اللزوم بين مطلق الخلو والمسرة لتحقيق كل منهما بدون الآخر فالبيت مثال للتعقيد المعنوى لخلل فى الانتقال بايراد اللوازم البعيدة المفتقرة الى الوسائط مع خفأ القرينة لان الجمود فى الاصل ضد السيلان استعمل فى خلو العين عن الدمع حال ارادة البكاء ثم استعمل فى مطلق خلو العين ثم كنى به عن المسرة فقول المصنف كقول الآخر متعلق بقوله واما فى الانتقال على تقرير المصنف رحمه الله ومتعلق بقوله وذلك الخلل يكون لايراد اللوازم البعيدة الخ على تحقيق الشارح رحمه الله هكذا ينبغى ان يضبط هذا الكلام (قوله من الفرح والسرور) فى تاج البيهقى السرور والمسرة والسرة (٦) شادمان كردن فالمراد ههنا الحاصل بالمصدر اعنى شادمانى (قوله فان الانتقال الخ) لما عرفت ان معناه خلو العين عن الدمع حال ارادة البكاء فان الانتقال منه الى البخل بالدمع لا الى ما قصده الشاعر من السرور لانه انما يصح لو كان معنى الجمود مطلق الخلو فذكر ما ينتقل منه اليه لاظهار عدم الانتقال الى ما قصده لا لان عدم الانتقال الى ما قصده مع وجود العلاقة لاجل ظهور الانتقال الى معنى آخر ولا للاشارة الى ان الخلل فى الانتقال ربما يكون من ظهور معنى آخر يحول بين اللفظ والمقصود على ما اتفق عليه الناظرون فانه مخالف لما فى الايضاح (٧) ولما ذكره الشارح من ان ذلك الخلل يكون بايراد اللوازم البعيدة الخ ويرد عليه انه ان نصب القرينة الظاهرة على تعيين المراد فظهور معنى آخر لا يحول بين اللفظ
__________________
(٦) اورد عليه ان الصواب تبديل المسرة بالسرور لان المسرة مصدر متعد البتة يقال سره مسرة واما السرور فيجئ لازما ايضا كما يشهد به تتبع كتب اللغة (حسن چلبى) واراد المحشى الجواب عن اصل هذا الايراد مع قطع النظر عن جواب الناظرين فى هذا المقام واتى بما ترى فافهم والسلامات الفرح والسرور الذى هو اثر المسرة منه
(٧) لان المستفاد منه انه لا ينتقل الى المقصود اصلا منه