والمقصود وان لم ينصب كان عدم الانتقال بواسطة خفأ القرينة لا لظهور معنى آخر (قوله لا الى ما قصده الخ) قيل يتجه عليه ان ما ذكره فى صدر البيت من قصد الحزن بالسكب قرينة واضحة على المق فلا خلل فى الانتقال وليس بشئ لان نصب القرينة يكون بعد وجود العلاقة المصححة للانتقال (قوله واما الكلام الخ) دفع لما يرد على قوله والكلام الخالى الخ من ان هذا يقتضى ان لا يكون الكلام الذى ليس له معنى ثان خاليا عن التعقيد بل معقدا مع ظهور دلالته على المعنى الاول المراد منه (قوله معنى ثان (٢)) اراد به الاغراض الذى يصاغ لها الكلام كنفى الشك والانكار والحصر لا المعنى المجازى والكنائى حتى يرد عليه انه يلزم من ذلك ان يكون الكلام المطابق لمقتضى الحال الذى ليس له معنى مجازى او كنائى ساقطا عن درجة الاعتبار على ما وهم (قوله فبعد) هذا اشارة الى ان السين للاستقبال (قوله لا يدخل الخ) فيكون تسكب معطوفا على سأطلب (قوله اكب عليه) يدل عليه صيغة المضارع للاستمرار (قوله ما فيه من التكلف والتعسف) حيث جعل عادة الزمان والاخوان ذلك وجعل سكب الدموع مطلوبا بدوام عليه ليظن الدهر الخ ومن اين هذا كذا نقل عنه (قوله وهو ذكر الشئ الخ) لان الكرّ (٩) الرجوع والتكرار الارجاع فهو يحصل بذكر الشئ ثانيا وبذكره ثالثا تحصل الكثرة المقابلة للوحدة ففى البيت كثرة التكرار بلا شبهة (قوله الشدة) بذكر الملزوم وارادة اللازم (قوله واراد بها الخ) يريد ان السبح فى الاصل العوم فى القاموس سبح كمنع سبحا وسباحة عام استعمل فى قولهم فرس سبوح وسابح بمعنى شدة العدو وانبساطها فيه فالمراد ههنا هو المعنى الثانى لكنه روعى فيه المعنى الاول لان مقام المدح يقتضى ذلك ولان الاسعاد لا يتحقق بدونه فالمراد حسن الجرى فى العدو على ما فى شمس العلوم فرس سابح تعدو بمد اليدين كأنها تجرى فى الماء وهذه الرعاية كرعاية المعنى الاضافى فى ابى لهب حال العلمية والاظهر حسنة الجرى لتحملها ضمير الفرس المؤنث السماعى ووجه التذكير تأويله بالخيل (قوله وهى ارض الخ) فى الصحاح الجندل الحجارة والجندل بفتح النون وكسر الدال الموضع ذو الحجارة فما ذكره الشارح رحمه الله لا يوافقه الا ان يتكلف بانه بيان للمراد على التجوز بذكر الحال وارادة المحل او يقرأ بكسر الدال وتسكين النون لضرورة الشعر وما قال الفاضل الاسفرانى من ان الجندل بالفتح وكسر الدال وبضم الجيم وفتح النون وكسر الدال الموضع الذى يجتمع فيه الحجارة فيجب ان يجعل الجندل مكسور الدال لا مفتوحه وان اشتهر تصحيفه فغلط نشأ من تصحيفه عبارة القاموس
__________________
(٢) اقول ان اريد بالمعنى الثانى هنا الاغراض لا يكون الجواب موجها اذ بناء السؤال على الخلاء عن المعنى المجازى والكنائى وذلك كما يتحقق فى ضمن الخلاء عن المعنى الثانى بمعنى الاغراض التى يصاغ لها الكلام كذلك يتحقق فى ضمن عدمه ايضا بل الحق ان المراد بالمعنى الثانى المعنى الكنائى والمجازى ليكون الجواب موجها لكن يرد عليه ما اورده المورد فتأمل*
(٩) اعترض الشارحون بان التكرار ذكر الشئ مرتين فالتكرار هو مجموع الذكرين والبيت الذى اورده المص مشتمل على الذكر ثلاث مرات ولا يتحقق بمجرد تثليث الذكر تعدد التكرار فضلا عن تكثره فاجاب بما ترى فافهم م