وخصوصا فسهو لتحقق التباين بينهما فان الذكاء بالنسبة الى اكتساب الاراء والافكار والفطنة بالقياس الى فهم كلام الغير (قوله مع الغبى) فيه اشارة (٧) الى انه فى موقعه لان الخطاب يتفاوت باعتبار فهم المخاطب ما يرد عليه وعدمه لا باعتبار اكتسابه الافكار وعدمه (قوله شدة قوة الخ) وغايتها الحدس القويم فلا ينافى ما فى شرح الاشراق من ان الذكاء جودة الحدس وصفأ الذهن (قوله مع صاحبتها) فى شرح المفتاح للشارح ان مع متعلق بالظرف الواقع خبرا مقدما عليه اعنى لكل كلمة او بمضاف محذوف اى لوضع كل كلمة مع صاحبتها انتهى فهو على الوجه الاول متعلق بالحصول المتعلق بالكلمة كما انه فى الوجه الثانى متعلق بالوضع المتعلق بالكلمة وانما لم يجعله صفة كلمة او حالا منها لان المقام ليس للكلمة الكائنة مع صاحبتها او حال كينونتها معها بل كائن (٨) للكلمة مع صاحبتها فتدبر فانه دقيق (قوله صوحبت معها) اى جعلت الكلمة الاخرى مصاحبة معها بتضمين معنى الجعل اشارة الى ان المعتبر المصاحبة القصدية دون المصاحبة الاتفاقية وذلك لان المصاحبة تتعدى الى مفعول واحد بنفسه نحو صاحبت زيدا وبمع نحو صاحبت مع زيد ولا تتعدى الى مفعولين احدهما بلا واسطة والثانى بالواسطة (٩) (قوله ليس لها الخ) هذا الحصر مستفاد من تقديم الخبر مع كون محط الفائدة القيد اعنى مع صاحبتها كأنه قيل المقام مقصور على الكلمة مع صاحبتها لا يتجاوز الى الكلمة مع غير صاحبتها وانما قيده بالمشاركة لها فى اصل المعنى لانه لو كان غير مشارك لها فيه لم يكن ايراده لاقتضاء المقام بل لافادة اصل المعنى والمراد باصل المعنى القدر المشترك بين التكلمتين كالشرط والاستفهام المشترك كلماتهما (قوله بالشرط) اى بفعل الشرط فالمراد بالفعل الذى قصد اقترانه الجزاء او باداة الشرط فالمراد منه الفعل الذى هو الشرط (قوله هكذا ينبغى الخ) فانه على ما ذكره من معنى كلام المصنف رحمه الله تعالى يكون جميع ما ذكر اعتبارات مناسبة فلا يكون قوله وكذا خطاب الذكى مع خطاب الغبى وقوله ولكل كلمة مع صاحبتها فى غير محله بخلاف ما قيل ان الاول اشارة الى علم البيان لان خطاب الذكى يناسبه المجاز والكناية وخطاب الغبى يناسبه الحقيقة والثانى اشارة الى علم البديع فان اكثر المحسنات يحصل بذكر كلمة مع اخرى كالطباق والتجنيس والمقابلة والسجع فان ذكرهما لا يكون فى محله لان الكلام فى بيان تفاوت المقامات ومقتضياتها والفاء فى قوله فجميع ما ذكر يحتمل ان يكون للتفريع وان يكون للتعليل كما لا يخفى (قوله وارتفاع شان الخ) معطوف على قوله وهو
__________________
(٧) اى فى اعتبار مناسب الغبى وعدم اعتبار مناسب الذكى مع ان المقام يقتضى الثانى لتقدم الذكى ومناسب الذكى البليد يعنى فى عدم ذكر المص مع الذكى البليد اشار الى انه فى موقعه الخ م
(٨) لان الاولين لافادة اصل المعنى والثالث لافادة معنى زائدة عليه فافهم م
(٩) فلا يصح عبارة صوحبت معها لان حق العبارة على هذا صوحب معها على ان يكون الفعل مسندا الى الظرف كما فى قولهم ممرور بها او صوحبت بدون كلمة معها الا انه يعتبر التضمين م