فالاستعارة مكنية) سواء كانت التشبه المضمر فى النفس كما هو مذهب المصنف رحمه الله تعالى او المشبه المذكور كما هو مذهب السكاكى رحمه الله (قوله او قرنت) فى اسناده الى الاستعارة الى ان التجريد والترشيح انما يعتبر ان بعد القرينة لانها متممة للاستعارة ويؤيده مقابلة المطلقة فانها بعد اعتبار القرينة (قوله ما لم تقرن) بصيغة المعلوم القرن پيوستن چيزى بچيزى من حد نصر وضرب لغة فيه كذا فى التاج (قوله بصفة ولا تفريع) اذا كان الملايم من تتمة الكلام الذى فيه الاستعارة فهو صفة وان كان كلاما مستقلا جئ به بعد ذلك الكلام فهو تفريع سواء كان بحرف التفريع او لا قال الشارح رحمه الله تعالى فى شرح المفتاح فى قولنا لقيت بحرا ما اكثر علومه ان جعل ما اكثر علومه صفة فبتقدير القول وان جعل تفريع كلام فلا كلام (قوله ثم وصفه بالغمر الخ) اذا كان من غمر الماء غمارة وغمورة اذا كثر واما ذا كان من قولهم ثوب غامر اى واسع فهو ترشيح (قوله والقرينة سياق الكلام) لا لفظ غمر لانه لا يدل على تعيين المعنى المجازى بخلاف سياق الكلام ويفهم منه انه اذا كان فى الكلام ملايمان كل واحد منهما يعين المعنى المجازى يجوز ان يكون كل واحد منهما قرينة وتجريدا الا ان اعتبار الاول قرينة اولى لتقدمه والقرينة من تتمة الاستعارة (قوله اى شارعا فى الضحك) لما كان التبسم عبارة عما دون الضحك على ما فى الصحاح ولم يكن الضحك مجامعا له فسره بشارعا فى الضحك وفيه مدح له بانه وقور لا يضحك وانه خليق بسام بالسائلين غاية التبسم (قوله غلقت بضحكته) فى غلقت اشارة الى انه يعلم ان للسائلين حقا عليه بواسطته صارت الاموال مرهونة عندهم وانه عاجز عن اداء ذلك الحق فلذلك لم يقدر على انفكاك الاموال عنهم (قوله وعليه) اى على التجريد (قوله والا ذاقة جرت عندهم مجرى الحقيقة) اعتبار الاذاقة جارية مجرى الحقيقة فى الاصابة يشير الى ان التجريد حقيقة وقد صرح فى شرح المفتاح بكون الترشيح حقيقة حيث قال ومما يجب التنبيه له ان الترشيح سواء كان صفة او تفريع كلام فهو على حقيقته لابتنائه على المشبه به حتى كان المستعار للعالم بحراز اخرا متلاطم الامواج وللاستبدال اشتراء يتفرع عليه الريح والتجارة وعدمهما فلا يعتبر فيه تشبيه ولا استعارة انتهى فعلى قياس الترشيح يكون المستعار له فى التجريد الشجاع الشاكى السلاح فلا يرد ان التجريد مشعر بالتشبيه مع ان مبنى الاستعارة تناسى التشبيه وادعاء ان المشبه عين المشبه به هذا لكن ذكر فى شرح الكشاف ان الترشيح قد يكون مجازا كالتعشيش والوكر فى قوله* ولما رأيت النسر عز ابن داية* وعشش فى وكريه جاش له صدرى* ولعل ما ذكره