كان وجه الشبه مذكورا واما الاستعارة فلا بد فيها من جعل الكلام خلوا عن المستعار له والجامع فلو كان الوجه فيه منتزعا من متعدد مع كون لفظ المستعار منه مفردا صار الكلام لغزا (قوله اشارة الخ) يعنى انه ليس داخلا فى التعريف حتى يرد ان الاولى تقديمه على قوله تشبيه التمثيل لكونه عاما داخلا فى عداد الجنس (قوله تقدم رجلا وتؤخر اخرى) فى شرحه للمفتاح ينبغى ان يكون المراد بالرجل الخطوة لان المتردد الذى يقدم رجلا لا يؤخر الرجل الاخرى بل تلك الرجل الاولى نعم يخطو خطوة الى قدام وخطوة الى خلف انتهى اى الى جهة هى خلف المتردد فاندفع ما اورده السيد فى حواشى شرحه للمفتاح من انه على هذا التفسير يكون المراد بالقدام قدام الشخص فيكون الخلف الواقع فى مقابلته خلفه ايضا ومن البين ان هذا ليس هيئة المتردد وان المتبادر من المثل المذكور ان يكون التقديم والتأخير واقعين على شئ واحد كما لا يخفى على ذى انصاف واتحاد متعلقهما انما يظهر على ما صورناه من ان المراد تقدم رجلا تارة وتؤخرها تارة اخرى ووجه الاندفاع ظاهر للمتأمل فى عبارته اما اندفاع الثانى فبقوله بل تلك الرجل الاولى فان فيه اشارة الى ان تفسير الرجل بالخطوة ليصير متعلقهما واحدا وهو الرجل التى قدمها بخلاف ما اذا حمل على معناها الحقيقى واما اندفاع الاول فان فى تأخير الخطوة بالرجل التى قدمها تصير الخطوة واقعة الى الجهة التى هى خلفه وهذا التفسير الذى ذكره الشارح رح موافق لكلام السكاكى رح حيث قال فان قوله وتؤخر اخرى معناه تؤخر رجلا اخرى (قوله شبه صورة تردده الخ) اى شبه الهيئة المنتزعة من اقدامه على البيع تارة واحجامه عنه اخرى الملزومة لتردده وتشككه فى المبايعة بصورة ملزومة لتردد من قام للذهاب وهى الصورة المنتزعة من تقدم الرجل تارة وتأخيره اخرى والمنتزع منه ههنا فى المشبه والمشبه به هو اجزاء المركب ومادته كما ترى ونص عليه السيد فى حواشى شرحه للمفتاح والعلامة فى شرحه فالصورة المشبه بها معنى مطابق لقوله تقدم رجلا وتؤخر اخرى والاضافة فى قوله صورة تردده لامية وليست بيانية حتى يرد عليه ان التردد ليس معنى مطابقيا للمثل المذكور بل لازما لمعناه المطابقى وقد صرح سابقا بان المشبه به انما يكون معنى مطابقيا (قوله وهو الاقدام تارة والاحجام اخرى) وهو داخل فى الطرفين (قوله كذلك وضع المركبات الخ) ولذا يحتاج فى افادة المعانى التركيبية الى رعاية القوانين التى اعتبرها الواضع (قوله موضوعة للاخبار بالاثبات) اى للاعلام باثبات شئ لشئ مطلقا ان كان الفاظ موضوعة للصور الذهنية او للاعلام بثبوت شئ لشئ مطلقا