وبهذا الوجه احترز عن ارتفاعه فى غير ذلك الباب كالترغيب والترهيب فان ارتفاعه بهذا الوجه باعتبار كثرة التأثير وقلته وكالنصيحة فان ارتفاعه بهذا الوجه باشتماله على كثرة النصايح وكالاعلام عما فى الواقع فانه باعتبار الصدق الى غير ذلك من استنباط العقائد والاحكام وبيان احوال الآخرة (قوله وانحطاطه بعدمها) جعل صاحب المفتاح الارتفاع والانحطاط كليهما بحسب مصادفة الكلام لما يليق به فقام الكاشى وعدمها مقدر فى عبارته وقال الشارح رحمه الله تعالى لا حاجة اليه لان الارتفاع والانحطاط كليهما بحسب المصادفة فقول المصنف رحمه الله وانحطاطه بعدمها اما اشارة الى ان عبارة المفتاح تحتاج الى التقدير واما بيان وايضاح لمراده (قوله والمراد (٦) الخ) فالكلام من قبيل (٩) قولهم العلم حصول الصورة اى الصورة الحاصلة اختير هذه العبارة للتنبيه على ان الاعتبار لازم فى ذلك المناسب كانه نفس (٧) الاعتبار (قوله واعتبار هذا الخ) بيان لما يستفاد من قوله بمطابقته للاعتبار المناسب اى المعتبر المناسب من كون الاعتبار حاصلا حال تعلق المطابقة وانه ليس بسبب هذا التعلق كما فى جاءنى الرجل الراكب على ما قالوا ان كون مفرد صفة لمعنى فى تعريف الكلمة يقتضى كون الافراد حاصلا للمعنى حال تعلق الوضع لا بسببه يعنى ان هذا الامر يعتبر قبل اللفظ فى المعنى الاول الذى يستوى فيه البليغ وغيره ثم يعتبر فى اللفظ ثانيا ويتبع اعتباره فى المعنى فالحذف والاثبات ايضا يعتبر اولا فى المعنى الاصلى ثم يورد اللفظ على طبقه وذلك ان تلفظ البليغ على طبق المعنى المدبر فى الذهن والباء فى قوله وبالذات للملابسة اى حال كونه ملتبسا بذات المعنى لا بمعنى فى لانه لا يصح فى قوله وبالعرض (قوله واراد الخ) هذا اذا كان معنى المتن ان كل ارتفاع للكلام بسبب المطابقة وكل انحطاط فى الحسن بعدمها واما على ما حررناه على طبق ما فى المفتاح فالمراد الكلام البليغ وهو الظاهر لان سياق الكلام فى البلاغة وبيان مراتبها (قوله لكونه اشارة الخ) نكتة مصححة للارادة يعنى ان الكلام المقيد بالفصاحة مذكور فيما سبق (٤) فيمكن حمل اللام ههنا على العهد فلا يرد ما قيل ان المذكور صريحا فيما سبق الكلام المطلق وفى ضمن التعريف الكلام الفصيح البليغ على ان الكلام المقيد بالفصاحة مذكور صريحا بخلاف البليغ فانه مفهوم من التعريف (قوله اذ لارتفاع الخ) علة للحكم المعلل واشارة الى النكتة المرجحة (قوله الداخل فى البلاغة) صفة كاشفة للحسن الذاتى اذ المراد بالحسن الذاتى (٥) ما يكون موجبه داخلا فى البلاغة اى غير خارج عنها وهو المطابقة لمقتضى الحال
__________________
(٦) والقرينة كون الاعتبار صفة المتكلم فلا معنى لمطابقة الكلام م
(٩) اى من قبيل اضافة الصفة الى الموصوف اى المناسب المعتبر فافهم م
(٧) لان تقرير كلام المص بمطابقته لاعتبار الامر المناسب على ان اللام عوض عن المضاف فيكون اضافة الاعتبار الى الامر من قبيل قولهم العلم خصول صورة الشئ فافهم م
(٤) اى فى قوله والبلاغة فى الكلام الى قوله مع فصاحته والدليل على ان الاشارة بعد التقييد وان كان الكلام حين ما ذكر هناك مطلقا انه لا ارتفاع لغير الفصيح فافهم م
(٥) اراد بالحسن الذاتى الذى منشاؤه ذات البلاغه لا ان الحسن داخل فى البلاغة اى فى ماهيته وانما وصف بالدخول فيها مجازا بمعنى ان منشأه لا يخرج عن تعريف البلاغة ويحتمل ان يكون باعتبار انه منشأ اعنى المطابقة داخلة فيها لان البلاغة هى المطابقة مع الفصاحة (حسن چلبى)