منهما بالكراهة هكذا فى النسخ التى رأيناها وهو مخالف لما فى الايضاح واما قول ابى تمام فليس فيه دليل لجواز ان يكون ابو تمام شبه الملام بظرف الشراب لاشتماله على ما يكرهة الملوم كما ان الظرف قد يشتمل على ما يكرهه الشارب لبشاعته ومرارته فيكون التخييلية فى قوله تابعة للمكنى عنها او بالماء نفسه لان اللوم قد يسكن حرارة الغرام كما ان الماء يسكن غليل الا وام فيكون تشبيها على حد لجين الماء فيما مر لا استعارة والاستهجان على الوجهين لانه كان ينبغى له ان يشبهه بظرف شراب مكروه او بشراب مكروه انتهى فان مفاده تشبيه الملام بمطلق الظرف او بالماء المطلق ومعنى البيت لا تسقنى ماء الملامة فان ماء بكائى قد استعذبته وحصل به الرى وانقطع العطش به فلا حاجة الى ماء الملامة ووجه الاستهجان ان اللائق تشبيه الملام لكونه مكروها للملوم بظرف الشراب المكروه او الشراب المكروه ولفظ البيت لا يدل على شئ منهما انما يستفاد منه تشبيهه بمطلق الظرف او بمطلق الماء والظاهر ان لفظ المكروه فى الموضعين من الشرح وقع سهوا من قلم الناسخ يدل على ذلك قوله لانه كان ينبغى ان يشبهه بظرف شراب مكروه او شراب مكروه فانه لو كان لفظ مكروه مذكورا فيما سبق لم يكن لقوله كان ينبغى الخ معنى كما لا يخفى (قوله ان يكون الترشيح) اى ترشيح الاستعارة المصرحة كما يدل عليه بيان الشارح رحمه الله تعالى وانما قلنا ذلك لان فى وجود الترشيح للاستعارة المكنية خلافا لما قال السيد فى شرحه للمفتاح قد يقال ان فى قول السكاكى رحمه الله تعالى اعلم ان الاستعارة فى نحو عندى اسد الخ اشعار ابانهما اى الترشيح والتجريد انما يجريان فى الاستعارة المصرح بها دون المكنى عنها لكن الصواب ان ما زاد فى المكنية على قرينتها اعنى اثبات لازم واحد يعد ترشيحا لها انتهى فالمتفق عليه انما هو ترشيح المصرحة على انه يجوز ان يلتزم كونها عبارة عن صورة وهمية كما ان ما هو قرينة المكنية كذلك (قوله ثم هذا القرق الخ) متعلق بقوله اذ لا فرق وتتمة لتحقيق كلام المصنف رحمه الله تعالى وقوله وهذا معنى قوله فى الايضاح الى ههنا اعتراض بينهما (قوله ومما يدل الى آخره) اشارة الى بطلان التالى المشار اليه فى المتن فان حاصل اعتراضه انه لو كان التخييلية عبارة عما ذكره السكاكى رحمه الله لزم ان يكون الترشيح تخييلية لكنه ليس كذلك ويمكن جعله كلاما مستقلا اشارة الى انه مسئلة برأسه يتفرع عليه بطلان التالى ولذا تعرض لنفى كونه مجازا مع انه لا دخل له فى نفى التالى ثم ان الشارح رحمه الله تعالى قال فى شرحه للمفتاح وتبعه السيدان الترشيح سواء كان صفة او تفريع كلام فهو على حقيقة لابتنائه على المشبه به حتى كان المستعار للشجاع اسد هصوروا فى البرائن