تحصل بتكرر التأليف الموقوف على الامرين وكلمة او للحصر اى المعلوم مما تقدم منحصر فى الافادة والتوقف لا يتجاوز الى كونهما علة غائية (قد له فالحاصل) من كلام المصنف رحمه الله ان البلاغة اى بلاغة الكلام (قوله والاقتدار الخ) لما عرفت ان الاقتدار يحصل بالممارسة فتكون بلاغة المتكلم ايضا مرجعها هذان الامر ان بالواسطة (قوله وهو) اى الاتصاف بهذين الوصفين (قوله فمرجع البلاغة مطلقا الى تلك العلوم) اما بلاغة الكلام فظاهرة واما بلاعة المتكلم فلو توقف الاقتدار على الاتصاف المتحصل من تلك العلوم (قوله يعنى معرفة الخ) اى ليس المراد التمييز الفعلى بين الفصيح وغيره فان بلاعة الكلام لا تتوقف عليه وان كانت متوقفة على فصاحته بل على المعرفة المذكورة (قوله فهو انه مركب) الضمير الاول راجع الى التحقيق والثانى الى التمييز والجملة اعنى اجزاه تمييز السالم عن غيره صفة لمركب وانما كان مركبا لان تمييز الفصيح عن غيره انما يتحقق بمجموع التمييزات المذكورة لا بكل واحد منها ولا يصدق على شئ منها انه تمييز الفصيح عن غيره لكونها اجزاء خارجية له (٦) (قوله اذ به يعرف الخ) فمعنى كون التمييز المذكور مبينا فى علم متن اللغة انه يحصل بسبب امر مبين فيه فاسناد يبين الى كلمة ما الذى هو عبارة عن التمييز اسناد مجازى والمعنى منه ما يبين سببه وبما ذكرنا اندفع ما قيل ان التمييز عبارة عن المعرفة ولا معنى لتبينه (٧) فى علم اللغة او غيره (قوله منه ما يبين الخ) اى بعض تمييز الفصيح عن غيره تمييزات يبين سببها فى اللغة او فى الصرف او فى النحو او يدرك بالذوق فكلمة مالف ومجمل وما بعده نشر له والشائع فى هذا النشر كلمة او كما سيجئ فلا يرد ان الصواب ايراد الواو لانه مبين فى جميع العلوم المذكورة لا فى احدها (قوله والتعقيد اللفظى) فانه يحصل اما الضعف التأليف او لاجتماع امور كل واحد منها خلاف الاصل وكل واحد منها يعلم بعلم النحو (قوله او يدرك بالحس) اى تمييز يدرك متعلقه بالحس وهو التنافر وعدمه كما يدل عليه قوله اذبه يدرك الخ فلا يرد ان التمييز عبارة عن المعرفة ولا يدرك بالحس ذلك التمييز لانه لا يحصل به العلم بالعلم ولا يحتاج الى القول بان يدرك بمعنى يحصل (قوله بالحس) اى بالذوق الصحيح الذى هو كالحس فى الادراك (قوله اى ما يبين الخ) فالضمير راجع الى ما المفسر بالتمييزات المذكورة ليصح الحكم عليه بما عدا التعقيد المعنوى والمعنى على تقدير المضاف اى ما عدا تمييز التعقيد المعنوى (قوله من هذا الكلام) اى قوله وهو ما عدا التعقيد المعنوى (قوله تعيين ما يبين الخ) اى تعيين التمييزات كما يشعر به عبارة المتن باعتبار انها تبين فى المعلوم المذكورة
__________________
(٦) وما يقال من ان تمييز الفصيح عن غيره كلى لا كل وان هذه الامور جزئياته لا اجزاؤه بدليل صحة حمله على كل واحد من هذه الامور والجزء لا يحمل عليه كله فليس كلاما معتدابه لان المراد تمييز الفصيح من حيث انه فصيح لا تمييز ذاته من حيث هى ولانم صدقه على كل واحد منها ولو سلم فليكن محمولا على الشبه (حسن چلبى)
(٧) اى علامة اذ ليس المقصود العلم بالعلم ولا حاجة الى الجواب بان المراد اظهار وجوده العينى وهو فى المعنى عبارة عن الاتحاد الا ان هذا لا يستقيم فى قوله او يدرك بالحس فينبغى ان يراد تحصيله بالحس على سبيل المجاز (حسن چلبى رحمه الله تعالى)