او تدرك بالحس وباعتبار انها يحترز بها عما يجب الاحتراز عنها من اسباب الاخلال بالفصاحة اى تعيين ما يحترز بها عنه ولا شك ان قوله وهو ما عدا ذلك يفيد تعيين تلك التمييزات بانها ما عدا تمييز التعقيد المعنوى وتعيين ما يحترز بها عنه بانه ما عدا التعقيد المعنوى ليترتب على ذلك العلم بانه لم يبق مما ترجع اليه البلاغة الا الامر ان فدوّن لاجل ذينك الامرين علم البلاغة فقوله ويحترز عطف على يبين وضمير بها راجع الى ما لكونها عبارة عن التمييزات وهذا على قياس ما مر من قوله اجزاؤه تمييز السالم عن غيره الخ حيث رتب على كل تمييز احتراز عن سبب من الاسباب فتدبر فانه قد زل فيه الاقدام وقيل ان قوله يحترز عطف على تعيين او على ما يبين بتأويل المصدر اما بتقدير ان او بدونه كما فى قولهم تسمع بالمعيدى خير من تراه والمعنى ان الغرض من قوله وهو ما عدا التعقيد المعنوى تعيين التمييزات التى تبين فى العلوم المذكورة او تدرك بالحس والاحتراز بتلك العلوم عما يجب ان يحترز عنه من الغرابة ومخالفة القياس والضعف والتنافر والتعقيد اللفظى ليعلم من هذا التعيين والاحترز انه لم يبق لنا مما يتوقف عليه البلاغة الا الاحتراز عن الخطأ فى التأدية والاحتراز عن التعقيد المعنوى وقيل انه يحتمل ان يكون ما كناية عن التمييزات كما يشعر به عبارة المتن ويحترز عطف على ما يبين بتقدير ما وضمير بها راجع الى ما المقدرة انث لكونه عبارة عن العلوم والحس وما فى قوله عما يجب كناية عن الغرابة والمخالفة وغير ذلك وحينئذ يحتاج الى اعتبار مقدمة مطوية وهى معلوم لنا ان الامور التى يجب الاحتراز عنها كم هى ليترتب على ما ذكر (قوله ليعلم الخ) اذ بمجرد تعيين ما ذكر من غير اعتبار هذه المقدمة لم يعلم ان الباقى اى شئ ويحتمل ان يكون ما كناية عن اسباب الاخلال التى تبين فى العلوم او تدرك بالحس وحينئذ ينبغى ان يقدر قبل قوله ويحترز كلمة ما كناية عن جميع اسباب الاخلال ويكون المعنى الغرض تعيين الامور التى تبين فى العلوم المذكورة او تدرك بالحس وتعيين امور يجب وينبغى ان يحترز عنها فى نفس الامر ليعلم ان المبين كم وان الباقى كم لكن لا يلايم هذا التوجيه قوله مما ترجع اليه البلاغة بل الملايم ان يقول لم يبق من اسباب الاخلال الا الخطأ والتعقيد وحينئذ لا يحتاج الى اعتبار تلك المقدمة المطوية ولكن يحتاج الى تقدير كلمة ما لان كلمة ما فى قوله ما يبين لا تشمل ما بقى من اسباب الاخلال وكلمة ما المقدرة ينبغى ان تشمل جميع الاسباب والى جعل عما يجب من وضع المظهر موضع المضمر والى جعل ضمير بها راجعا الى العلوم من غير اعتبار قيده اعنى المذكورة معه والى الحس لان ما بقى من اسباب الاخلال لا يحترز عنه بالعلوم المذكورة بل يحترز عنه