والمراد المعرفة بل المكة او المسائل المسببة عنه والخواص جمع خاصة او خاصية وهى ما لا يوجد فى غيره كلا او بعضا والمراد ههنا على ما فسره السكاكى رحمه الله الاغراض التى يصاغ لها الكلام حيث قال واعنى بخاصية التركيب ما يسبق منه الى فهم ذى الفطرة السليمة عند سماع ذلك التركيب مثل ما يسبق الى فهمك من تركيب ان زيدا منطلق اذ اسمعته من العارف بصياغة الكلام من ان يكون مقصودا به نفى الشك او الانكار الخ واختار التركيب على الكلام اشارة الى ان تلك الخواص تحصل عند التركيب سواء حدثت فى المفردات او فى المركبات تركيبا اوليا او ثانويا وقوله فى الافادة ظرف التتبع اى تتبع الخواص من حيث افادتها بالتركيب بان يعلم ان هذا التركيب لاشتماله على الكيفية المخصوصة مفيد لتلك الخاصة فيؤل الى ان علم المعانى عبارة عن التصديقات بافادة التراكيب من حيث اشتمالها على الخصوصيات لتلك الخواص او الملكة الحاصلة منها او المسائل المتعلقة بها والشارحان رحمهما الله اتفقا على انه متعلق بخواص حال عنها او صفة لها ويرد عليه ان معرفة نفس تلك الخواص الجزئية ليست علم المعانى بل التصديق بافادة التراكيب لها على الوجه الكلى اللهم الا اذا اعتبر قيد الحيثية اى من حيث انها مفادة بها وقال العلامة رحمه الله انه تمييز عن نسبة الخواص فان خواص التراكيب تنقسم الى ما هو خواصها افادة وهى المبينة فى علم المعانى والى ما هو خواصها دلالة وهى المبينة فى علم البيان والى ما هو خواصها تبيينا وتزيينا وهو المبينة فى علم البديع وبهذا القدرتم الحد وحصل الاحتراز عن سائر العلوم مما لا يتعلق باحوال اللفظ او يتعلق باحوال المفردات وضعا من حيث المادة كاللغة او الهيئة كالصرف او بحال التراكيب اعرابا كالنحو او اختلاف دلالة فى الوضوح والخفأ كالبيان ثم ان منهم من جعل البديع علما على حدة كالمصنف رحمه الله ومنهم من جعله من ملحقات علم البيان نظرا الى المحسنات اللفظية ومنهم من جعله من ملحقات علم المعانى كالسكاكى رحمه الله وقد بينه العلامة رحمه الله فى شرحه فهو جزء جعلى من علم المعانى وليس جزأ منه حقيقة اذ لا دخل له فى البلاغة كمباحث الامامة فى الكلام فحاول ادراج البديع فيه منبها على كونه غير داخل فيه حقيقة فقال وما يتصل بالتراكيب اى يعرض لها تبعا لما هو المقصود الاصلى اعنى البلاغة او بالخواص اى يعد من متمماتها من الاستحسان وغيره من الاستهجان الواقع فى كلام البلغاء هفوة منهم او قصدا الى اغراض لهم تتعلق بذلك كالاضاحيك والهزليات والتعريض بالغير والمحكيات فيعرفها صاحب المعانى احترازا عن مثلها كمعرفة السموم فى الطب او ليأتى بمثلها